المغرب : مقايضات مشبوهة بجماعة سيدي المخفي، وساكنة البقريت تشكو لعامل إقليم إفران وضعها قبل هجرة جماعية

تعيش جماعة سيدي المخفي بإقليم إفران على صفيح ساخن ارتبط موضوعها بالغابة وما يحاك من أجل استغلال هذا القطاع للتلاعب بعدة جهات سواء منها السلطات الإقليمية أو القضائية أو الساكنة بالمنطقة لأغراض سياسية وأخرى شخصية ولحسابات ضيقة تتعدى في خباياها لنزاعات بين قبائل بتراب الجماعة!؟؟
وقد استعصت الأوضاع، خرجت قبيلتا أيت امحمد ولحسن وايت حدو بمنطقة البقريت والتابعة إداريا لجماعة سيدي المخفي قيادة سيدي عدي بإقليم إفران عن صمتها موجهة رسالة إلى السيد عامل إقليم إفران تعلن عن تشبتها ب “غابة الصاع – مرزولي” هذا القطاع الغابوي الذي يتفرغ ويتعمق داخل تراب نفوذها.
وذكرت القبيلتان في رسالتها، التي نتوفر غلى نسخة منها، بان السكان بهذه المنطقة اعتادوا على جمع حطبهم من هذه الغابة وعلى رعي ماشيتهم داخلها، وتمثل رابطا ماديا ومعنويا وروحيا لهم جميعا ضاربا في عمق التاريخ، ولا يمكن لأي أسرة تنتمي لهذه القبيلة أن تبق في مكانها في حالة المساس بهذه الغابة، لسبب بسيط هو أنها لن تجد موادها الأساسية لعيشها الكريم.
وأفادت الرسالة بأنه في سياق متصل، فإن هناك مجموعة من الجمعيات والتعاونيات التي في طور التكوين أو التاسيس والتي تستهدف الاستثمار الغابوي، هذه التعاونيات في حالة استهدفت “غابة الصاع – مرزولي” والتي لم يبق منها سوى القطع المذكورة أعلاه، فإن السكان الموقعين على الرسالة سوف يغادرون تباعا منطقة الأطلس المتوسط في هجرة جماعية لن تكون مسبوقة، كما أنها لن تكون متعمدة بل سيكون السكان مجبرين عليها لأن ارتباطهم وثيق جدا بغابة الصاع – مرزولي، وهي جزء لا يتجزأ من حياتهم الاقتصادية والاجتماعية بل والثقافية كذلك.
ويؤكد المشتكون في رسالتهم على كونهم جادين في هذا الأمر، هو أن جماعة سيدي المخفي في شخص رئيسها، وبعدما احال على جناب السيد عامل إقليم إفران هذه القضية في شأن استغلال الغابة المذكورة من طرف التعاونيات والجمعيات، وبعدما أصدر السيد العامل قراره بأن يتم التصويت في هذا الشأن من طرف أعضاء المجلس القروي، فقد رفعت في الكواليس مجموعة من المعطيات التي تتعلق بالرشوة وبتفضيل المصالح الشخصية الضيقة على المصلحة العامة لسكان المنطقة الجبلية، وانتهى المطاف بأولئك الأعضاء أن صوتوا من اجل قطع الغابة واستغلالها، وذلك رغم أنهم (السكان) كانوا قد وجهوا لجميع الجهات المختصة عريضة تحتوي على 600 توقيعا من السكان دون احتساب عائلاتهم وذويهم، يطالبون بعدم المساس بها، ولعل من بين أدلتهم / يقول أصحاب الرسالة / على هذه الوقائع هو إشهاد واعتراف بدين قدره مئتان ألفا درهما (200.000درهما) تم تقديمها من طرف ادريس وحمو وهو نائب في الجماعة إلى محمد شعوري وهو خليفة الرئيس.. كل ذلك من أجل تمكين تعاونية امركوس وتعاونية حيان من الاستفادة رغم أن من أنشأوا هاتين التعاونيتين وبعدما تبين لهم أنها لا تصب في المصلحة العامة، تراجعوا عن العمل بمقتضياتها.
وفي نفس السياق، يذكر أن دورة ماي 2025 للمجلس الجماعي لسيدي المخفي، لم تمر دون أن تخلف اصداء مثيرة الجدل بخصوص ماسبقها من ضجة لأجل التصويت على النقطة الأولى من أشغال هذه الدورة والتي عنوانها: “الدراسة والتصويت على الغاء مقرر المجلس عدد 2024/05 بتاريخ 13 مغرس 2024 والمتعلق بالتداول بشأن القطع الغابوية في اطار عقود الشراكة المزمع إبرامها من طرف المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات لإفران مع التعاونيات الغابوية: امونكوس وحيان.”ذلك حين تم تسريب وثيقة أحد الشيكات واحدى الالتزامات التي وقع أصحابها على ديون بمبالغ 20ألفا درهما بالنسبة للشيك و200ألفا درهما بالنسبة لوثيقة عقدة اتفاق بإشهاد بدين من قبل أحد اعضاء الجماعة لطرف آخر اتضح في طرحها بأنها أعدت كمقايضة للتصويت على تفويت قطع غابوية لبعض التعاونيات، مما أدى إلى التراجع عن تداول هذه النقطة؟
وفضلا عما يحاك في السر، فإنه خرج للعلن أحد الأعضاء (حدو أوباعسين) صاحب شيك عن صمته حيث تقدم بشكاية للنيابة العامة مطالبا بفتح تحقيق حول أسباب وخلفيات تورطه في تسليم الشيك لأجل التصويت على النقطة المرتبطة بتفويت قطع غابوية لتعاونيات غابوية بالمنطقة؟!!! حالة جد مبهمة ومستعصية حتى قضائيا في ظل تنكر الطرف الآخر عدم توفره على الشيك ولا علاقة له بها معتبرا إياها بافتراء لأغراض ضيقة وحسابات قبائلية؟!!..
كما أن المعارضة بالجماعة الترابية لسيدي المخفي تطالب بتدخل الفرقة للوطنية في النازلة من خلال الكشف عن جميع المكالمات الهاتفية لجميع أعضاء المجلس ليتضح كل من تلاعب بمصير مطالب الساكنة!؟..
من جانب آخر، تعيش ساكنة قريت البقريت، الواقعة بتراب جماعة سيدي المخفي بإقليم إفران، والواقعة بالقرب من منطقة تيمحضيت على بعد 62 كلم من مدينة أزرو، واقعًا صعبًا يتجلى في غياب أبسط مقومات العيش الكريم، وسط مطالب ملحة للساكنة بتحقيق التنمية وفك العزلة.
وبالرغم من الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به قرية البقريت من المجال الغابوي وتوفر شلالات مياه، إلا أن هذه المؤهلات لم تُترجم إلى مشاريع ملموسة تسهم في تحسين حياة السكان.
وحسب ساكنة بقرية البقريت فإن منطقتهم تعاني من تدهور حاد في البنية التحتية، خاصة على مستوى المسالك الطرقية التي اصبحت مصدر معاناة يومية للسكان.
وتناشد الساكنة مختلف الجهات من سلطات إقليمية ومحلية، إيلاء قريتهم العناية اللازمة لضمان حياة آمنة وعيش كريم… إذ وصف سكان بقرية البقريت، في حديثهم مع منبرنا الاعلامي، وضعهم بالكارثي في ظل استمرار التهميش والإقصاء الذي يعانونه، والذي عززته محدودية أداء المجالس المنتخبة.
فلقد عَدَّدَ المتواصلون حاجياتهم مذكرين بغياب المشاريع التنموية عن أجندة الدوائر المسؤولة بتراب جماعة سيدي المخفي، وتحولت أولوياتهم إلى صراعات جانبية ومصالح شخصية، مما عمّق حالة الإقصاء التي تعيشها المنطقة.
من بين المظاهر الأكثر وضوحًا لهذا التهميش، تدهور الطرقات، وانعدام خدمات الصحة، وغياب المرافق الاجتماعية، إذ يمتعضون لغياب استراتيجيات واضحة للتنمية والاستثمار المحلي مما حولها إلى منطقة تعاني النسيان، حيث لم تُستغل مؤهلاتها البشرية والفلاحية لتحسين واقع السكان أو جذب الاستثمارات.
وتطالب الساكنة بتدخل فوري من السلطات والجماعة الترابية لفك العزلة عن القرية، وإطلاق مشاريع تنموية حقيقية، يشمل ذلك تحسين شبكة الطرق، وتوفير الخدمات الأساسية، وإنشاء مرافق اجتماعية.
ويجمع السكان على ضرورة اعتماد مقاربة تنموية شاملة تنقذ القرية من وضعها الحالي، وتعالج التفاوت التنموي الذي تعاني منه مقارنة بالمناطق المجاورة.