المغرب: هل ستكون زيارة عامل إقليم القنيطرة بداية حقيقية للتغيير أم حلقة جديدة في دوامة الوعود الزائفة بسوق الأربعاء الغرب؟

زيارة عبد الحميد المزيد، عامل إقليم القنيطرة، إلى مدينة سوق الأربعاء الغرب أثارت موجة من التفاؤل الحذر بين سكان المدينة، الذين يتساءلون إن كانت هذه الزيارة ستغير واقعهم اليومي الصعب، أم أنها ستضاف إلى سجل الزيارات البروتوكولية التي لم تحقق تغييرًا حقيقيًا. فالمدينة، التي عانت طويلاً من التهميش ونقص الخدمات، تتطلع إلى خطوات جادة تتجاوز الشعارات وتلامس جوهر معاناتها، ولكن التساؤل الأكبر هو: هل سيتجنب العامل الجديد الوقوع في نفس الأخطاء التي وقع فيها من سبقوه، عندما كانت تُحدد مسارات الزيارات مسبقًا لتجنب عرض النقاط السوداء الكثيرة التي تخنق المدينة؟

الساكنة لا تريد أن ترى “واجهة مزيفة” تُخفي وراءها واقعًا مؤلمًا من تدهور البنية التحتية والقصور في الخدمات الأساسية، حيث غدت الكثير من الزيارات الرسمية بلا جدوى نتيجة التواطؤ المسبق، وإخفاء معالم المشاكل الحقيقية، بل وطمس أدلة الفساد التي تقف حجر عثرة أمام التنمية. ومن المؤسف أن جهة من السلطة المحلية تسهم في تحديد المؤسسات المراد زيارتها بحيث تكون واجهات محسوبة على جهات معينة تتحكم في القرار المحلي، مما أفقد هذه الزيارات أي تأثير فعلي.

وبينما استبشر السكان بالزيارة، فهم لا يرغبون في تكرار نفس المشهد الروتيني الذي ينتهي بمجرد انتهاء جولة المسؤول. إنهم يريدون رؤية مشاريع حقيقية تُنقذ المدينة من أوضاعها المزرية، لا مجرد وعود تتكرر وتنسى مع مرور الوقت. فبعد سنوات من الانتظار، أصبحت المطالب أكثر إلحاحًا، ومن غير المقبول أن تبقى الوعود مجرد حبر على ورق في وقت تحتاج فيه المدينة إلى حلول عاجلة تعيد إليها الروح وتخفف من معاناة أهلها.

السكان اليوم يترقبون تحركًا جادًا، ويطالبون بتغيير حقيقي يقوده عامل لا يقبل أن يُحاط بوجوه تمارس التعتيم عن الحقيقة، بل يسعى بنفسه لرؤية الواقع كما هو، ويواجه الصعوبات القائمة بجرأة وشفافية. فهذه الزيارة، بالنسبة لأهالي سوق الأربعاء الغرب، يجب أن تكون بداية فعلية لوضع حد لممارسات الفساد وتصفية الحسابات، والتوجه نحو مشاريع تنموية ملموسة تطور المرافق وتعيد الأمل للمدينة الغارقة في الإهمال.

في نهاية المطاف، لم يعد هناك متسع للمجاملات أو الأحاديث الفارغة، والساكنة باتت تطالب بنتائج ملموسة، وتغيير يشمل شوارعها ومرافقها وفرص العمل فيها، ويبعد عنها شبح الوعود المتكررة التي لم يعد لها مكان في قلوب السكان.