المغرب: هندسة جديدة لمدار مرجان في طنجة.. هل ستحل مشكلة الاختناق المروري في مدخل المدينة؟

مع الزيادة الكبيرة في حركة المرور والنمو العمراني المستمر في مدينة طنجة، أصبحت مشكلات الاختناق المروري في بعض النقاط الرئيسية تحديًا كبيرًا للسلطات المحلية. ومن بين أكثر هذه النقاط ازدحامًا، نجد مدار مرجان (الرمبوان) عند مدخل المدينة عبر طريق تطوان، والذي كان يشهد اختناقات مرورية ملحوظة، خاصة في ساعات الذروة.

لكن مع إلغاء المدار الطرقي التقليدي في هذه النقطة الاستراتيجية، طرحت السلطات المحلية في طنجة حلولًا هندسية جديدة تهدف إلى تحسين انسيابية حركة المرور. فهل ستمكن هذه الحلول من تقليص الاختناقات المرورية؟ وهل ستحقق الهندسة الجديدة في هذا المدخل الفارق المطلوب لتخفيف الضغط على الشوارع الرئيسية في المدينة؟

لطالما كان مدار مرجان أحد أكثر النقاط ازدحامًا في مدينة طنجة، إذ يُعد نقطة عبور رئيسية لآلاف السيارات يوميًا، كونه يربط بين مدخل المدينة والطريق السريع الذي يربط طنجة بتطوان. إلا أن هذا المدار كان يسبب ازدحامًا مروريًا مستمرًا، لا سيما في فترات الذروة، بسبب كثافة حركة السيارات. كما أن المرور عبر هذا المدار كان يتطلب توقفات متعددة، مما يزيد من حدة المشكلة.

في إطار جهودها لتخفيف الاختناق المروري، قامت السلطات المحلية في طنجة بإعادة تصميم المنطقة وإدخال هندسة مرورية جديدة تهدف إلى تحسين تدفق حركة السير. أبرز هذه التعديلات تشمل:

  1. إلغاء المدار الطرقي التقليدي: تم إزالة المدار الطرقي (الرمبوان) القديم الذي كان يعد أحد الأسباب الرئيسية للازدحام، واستبداله بمنظومة مرورية أكثر انسيابية تتيح مرورًا أسرع وأكثر تنظيمًا.
  2. إنشاء تقاطعات وطرق سريعة جديدة: تم بناء تقاطعات جديدة لربط الطرق بشكل أكثر فاعلية، ما يسمح بالتحويل السلس من وإلى المناطق المجاورة دون التسبب في توقفات مرورية طويلة.
  3. توسيع الطريق الرئيسي: تم توسيع الطريق الرابط بين طنجة وطريق تطوان، حيث جرى تحسين البنية التحتية لهذه المنطقة بتجديد الجسور والممرات، مما سيسهم في تحسين انسيابية حركة السير بشكل كبير.
  4. اعتماد إشارات ضوئية ذكية: تم إدخال نظام إشارات ذكية يستخدم تقنيات حديثة لضبط توقيت الإشارات المرورية بشكل يتماشى مع كثافة الحركة في الوقت الحقيقي، مما يساعد على تنظيم المرور وتقليل أوقات الانتظار.

رغم أن هذه الإصلاحات تبدو واعدة، إلا أن حل مشكلة الاختناق المروري لا يقتصر فقط على تحسين بنية الطرق. هناك عوامل أخرى قد تؤثر على نجاح هذه المبادرة:

  1. زيادة الكثافة السكانية وحركة المرور: مع النمو السكاني المستمر في مدينة طنجة والتوسع العمراني الكبير في ضواحي المدينة، قد يعود الاختناق المروري إلى الظهور إذا لم يتم تطوير حلول مرورية شاملة على المدى الطويل. زيادة أعداد السيارات في المدينة يمكن أن تؤدي إلى تزايد الضغط على الطرق السريعة.
  2. تعزيز وسائل النقل العام: لا يكفي تحسين الطرق فقط للتغلب على الاختناق المروري، إذ يجب تعزيز شبكة النقل العام وتوسيعها لتشمل وسائل نقل حديثة وفعالة. حيث أن الاعتماد الكبير على السيارات الخاصة يمكن أن يظل أحد العوامل الرئيسية للازدحام، وبالتالي لابد من تحسين النقل العام لتقليل الضغط على الطرق.
  3. التخطيط الحضري المستدام: نجاح هذه الحلول يتطلب أيضًا التخطيط المستدام الذي يشمل إنشاء مسارات للدراجات، وتطوير مناطق خضراء، وإدخال التقنيات الحديثة في إدارة حركة المرور، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير المناطق المحيطة بالمدينة بشكل يضمن توزيعًا متوازنًا للنقل.

رغم أن الحلول الهندسية الجديدة في مدخل مدينة طنجة تعد خطوة إيجابية نحو تحسين حركة السير، فإن مسألة إدارة حركة المرور على المدى البعيد تبقى قضية معقدة. إذا تم تعزيز هذه الحلول من خلال مشاريع نقل عام فعالة وتنظيم حركة المرور بشكل مستدام، فإن الاختناقات قد تقل بشكل ملحوظ. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الحلول جزءًا من رؤية شاملة لتحسين التنقل في المدينة بشكل عام.

خلاصة القول: إن إلغاء المدار الطرقي في طنجة وتنفيذ الهندسة المرورية الجديدة يشكل خطوة مهمة نحو تحسين حركة السير في المدينة. إلا أن حل مشكلة الاختناق المروري يتطلب استراتيجيات أكبر تشمل تحسين وسائل النقل العامة والتخطيط الحضري المتكامل. إذا تم تنفيذ هذه الحلول بشكل فعّال، فإنها قد تسهم في تقليل الضغط على الطرق، وتضمن انسيابية أفضل للحركة في مستقبل مدينة طنجة.