المغرب يحتضن ورشة تدريبية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية بمشاركة خبراء من العالم الإسلامي

الوطن24/ الرباط
انطلقت اليوم الثلاثاء في الرباط، عاصمة المملكة المغربية، ورشة تدريبية حول الآليات التنفيذية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، بمشاركة خبراء من عدة دول من العالم الإسلامي. الورشة التي تنظمها منظمة “الإيسيسكو” بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تستمر حتى 15 دجنبر الجاري، بمناسبة العام الثقافي قطر/المغرب، وذلك لتعزيز الجهود المبذولة لحماية الممتلكات الثقافية. كما تأتي الورشة في إطار العمل على محور “الآليات التنفيذية” ضمن استراتيجية “الإيسيسكو” لمكافحة الاتجار غير المشروع في هذه الممتلكات.
تهدف الورشة إلى إكساب المشاركين المعرفة النظرية والعملية في مجال توثيق الممتلكات الثقافية، وتدريبهم على استخدام البرمجيات الرقمية المتخصصة في التوثيق، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية بحفظ التراث الثقافي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين المشاركين.
في كلمته، أكد المدير العام للإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، أهمية حماية الممتلكات الثقافية كحق إنساني، مشيرًا إلى القلق المتزايد بسبب ضخامة سوق الاتجار غير المشروع في هذه الممتلكات، خاصة في العالم الإسلامي، نتيجة حالات التدمير والنهب التي تعرضت لها بعض المناطق خلال السنوات الأخيرة. وأكد على أهمية التوثيق كأداة لمكافحة هذه الجريمة العابرة للقارات، مستعرضًا جهود “الإيسيسكو” المستمرة لتعزيز القدرات الوطنية للدول الأعضاء وتشجيع التعاون الدولي في هذا المجال. كما شدد على أهمية استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لبناء أنظمة مراقبة ذكية تحسن التنسيق الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع.
من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية، هوسم تان، أن مكافحة هذه الآفة تتطلب تعاونًا دوليًا جماعيًا، مشددة على ضرورة تعزيز الإطار القانوني والتوثيق الجيد للممتلكات الثقافية، وتحديد آليات معرفة مصادر الممتلكات الثقافية وطرق جمعها. كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة في ظل الحروب والنزوح، التي استغلتها بعض المنظمات الإجرامية للعبث بالتراث الثقافي.
أما سميرة المليزي، مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالنيابة، فقد أبرزت جهود المملكة المغربية في حماية التراث الثقافي، من خلال سن التشريعات وتأسيس المؤسسات المعنية. كما استعرضت جهود المكتبة الوطنية في جمع وحفظ الرصيد الوثائقي الوطني، واستخدام التكنولوجيا الحديثة والرقمنة لتوفير أفضل شروط للحفظ والصيانة.
ستتناول الورشة عدة محاور هامة، منها “تقنيات التوثيق الرقمي”، “توثيق أنواع مختلفة من الممتلكات الثقافية”، و”وضع البرامج الوطنية لحماية الممتلكات الثقافية”.