المغرب يطلق خطاً بحرياً جديداً لسفن الشحن بين أكادير وداكار في السنغال.

الوطن24/ خاص
في خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون التجاري بين المغرب ودول غرب إفريقيا، أُطلق مؤخراً الخط البحري الجديد بين ميناء أكادير المغربي وميناء داكار السنغالي، الذي يُعد تحولاً مهماً في حركة الشحن والنقل بين المنطقة. يهدف هذا الخط البحري إلى توفير بديل فعال وآمن للمعابر البرية التقليدية، مما يسهل نقل البضائع الثقيلة مثل الأجهزة الكهربائية والميكانيكية، وكذلك المنتجات ذات العمر الافتراضي الطويل، إلى جانب تقليص الرسوم الجمركية المرتفعة التي كانت تُفرض على البضائع عند عبورها عبر معبر الكركرات البري مع موريتانيا.
ومع ذلك، سيظل معبر الكركرات قائماً رغم بدء العمل بالخط البحري، إذ من المتوقع أن يشهد المعبر زيادة ملحوظة في عدد الشاحنات التي تمر عبره، خاصة مع تنفيذ المخطط الأوروبي “غلوبال غيتواي” الذي يهدف إلى تحسين حركة النقل اللوجستي بين أوروبا وإفريقيا. كما أنه مع قرب اكتمال ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يعد جزءاً من المشاريع الكبرى لتطوير البنية التحتية المغربية، من المتوقع أن تشهد الموانئ المغربية والمعابر البرية نمواً كبيراً في حركة الشحن والنقل. هذا التحول سيعزز مكانة المغرب كحلقة وصل استراتيجية بين شمال إفريقيا وغرب القارة، وسيسهم في زيادة التجارة البينية مع دول غرب إفريقيا.
يمثل الخط البحري الجديد خطوة مهمة نحو تقديم حلول مبتكرة للتحديات اللوجستية التي تواجه تجارة المغرب مع دول غرب إفريقيا. ففي ظل الارتفاع المتزايد للتكاليف والرسوم على المعابر البرية، يُعتبر النقل البحري بديلاً أكثر كفاءة وأقل تكلفة، خاصة للمنتجات التي تحتاج إلى نقل آمن ومستدام. كما يساهم هذا الخط البحري في تقليص زمن النقل ويعزز قدرات المغرب في تأمين إمدادات ثابتة ودائمة للأسواق الإفريقية. من المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في زيادة حركة التجارة بين المغرب ودول غرب إفريقيا، فضلاً عن تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. كما أن تعزيز البنية التحتية البحرية والبرية في المغرب سيساعد في تحقيق أهدافه الطموحة في تعزيز دوره كمركز لوجستي في القارة الإفريقية.
إذن، مع تزايد المشاريع الكبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي وخطوط الشحن البحري الحديثة، يثبت المغرب أنه ليس فقط مركزاً تجارياً رائداً في شمال إفريقيا، بل أيضاً نقطة وصل رئيسية تربط بين القارات الثلاث.