المغرب يعزز بنياته في قطاع الصيد البحري بإطلاق سوق الجملة للسمك ببني انصار.

الوطن24/ خاص
أعطت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، السيدة زكية الدريوش، اليوم الأربعاء، الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء سوق السمك بالجملة بجماعة بني انصار، بإقليم الناظور، في خطوة جديدة تعكس التزام المغرب بتحديث قطاع الصيد البحري وتثمين موارده.
ويندرج هذا المشروع المهيكل ضمن الاستراتيجية الحكومية الرامية إلى تثمين الإنتاج الوطني من المنتجات البحرية وتشجيع الاستهلاك الداخلي للسمك، في إطار مقاربة شاملة لتطوير قطاع حيوي يشكل رافعة أساسية للاقتصاد المغربي.
ويهدف هذا السوق الجديد إلى تزويد المنطقة ببنية تحتية حديثة تستجيب للمعايير الوطنية، ما سيساهم في ضمان تموين منتظم للأسماك، وتيسير الولوج إليها لفائدة الساكنة، مع الحفاظ على الجودة والسلامة الصحية، وفق رؤية المغرب لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق العدالة المجالية.
يمتد المشروع على مساحة إجمالية تقدر بـ 20.872 مترًا مربعًا، باستثمار مالي يبلغ 45 مليون درهم، ويضم فضاء لبيع السمك في درجات حرارة مضبوطة، وغرفة تبريد لحفظ المنتجات، ومختبرًا بيطريًا، وقنطرة للوزن، وكشكًا للمراقبة، ومرافق تقنية وإدارية واجتماعية، إضافة إلى قطعة أرضية مخصصة لإنشاء مصنع لإنتاج الثلج.
ويُتوقع أن يُحدث المشروع حوالي 450 منصب شغل، ويُساهم في تحديث سلسلة القيمة للصيد البحري بجهة الشرق، مما يعزز مساهمة هذا القطاع في الاقتصادين المحلي والوطني، ويترجم إرادة المغرب في تطوير أقاليمه الشمالية بمشاريع مهيكلة.
ويأتي هذا المشروع كثمرة شراكة مؤسساتية بين كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، والمجلس الجماعي لبني انصار، ووكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا، والمكتب الوطني للصيد، ضمن منطق حكامة تشاركية يميز النموذج التنموي المغربي.
وفي تصريح صحفي، أبرزت السيدة زكية الدريوش أهمية هذا المشروع، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو ضمان وفرة وجودة الأسماك للمستهلك المغربي، خصوصاً بجهة الشرق. كما أوضحت أن السوق سيكون الثاني عشر من نوعه على الصعيد الوطني، بعد دخول عشرة أسواق حيز التشغيل، وافتتاح السوق الحادي عشر المرتقب بمدينة فاس.
وتُعد الدائرة البحرية للناظور من أبرز المناطق البحرية في المغرب، حيث سجلت سنة 2024 إنتاجاً بلغ 6.236 طناً، بقيمة مالية وصلت إلى 313.3 مليون درهم، بما في ذلك إنتاج تربية الأحياء البحرية.
وتحتل الجهة مكانة ريادية في مجال تربية الأحياء البحرية بالمغرب، إذ تستحوذ على 47 في المائة من الإنتاج الوطني، أي ما يعادل 1.692 طناً بقيمة 138.4 مليون درهم.
ويضم النسيج الصناعي المحلي 26 وحدة لتثمين المنتجات البحرية، منها ثماني وحدات متخصصة في تقشير القمرون، تمثل 50 في المائة من مجموع الوحدات الوطنية، وأسفر هذا النشاط عن إحداث 9.327 منصب شغل مباشر.
وبلغت صادرات المنتجات البحرية من وحدات التثمين بجهة الشرق خلال سنة 2024 ما مجموعه 6.100 طن، بقيمة 376 مليون درهم، ما يعكس الدينامية الاقتصادية التي يعرفها القطاع في المغرب.
كما استفادت الدائرة البحرية للناظور من استثمارات وطنية مهمة بلغت 499 مليون درهم بين سنتي 2010 و2024، شملت تجهيزات التفريغ، ومعدات التثمين، وبرامج تحديث الصيد التقليدي، ومشاريع زراعة الطحالب وتربية المحار، مما يعزز موقع المغرب كبلد رائد في تدبير ثرواته البحرية بطريقة مستدامة.