المغرب: 840 مليار تُبتلع في القنيطرة وبرنامج التنمية المستدامة متعثر.. أين ربط المسؤولية بالمحاسبة؟

الوطن24/ خاص
في المغرب، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، يعيش إقليم القنيطرة على وقع فضيحة مالية وتنموية كبرى، بعدما التهم برنامج التنمية المستدامة ميزانية ضخمة بلغت 840 مليار سنتيم، وُقّع برنامجها أمام أنظار جلالة الملك، دون أن يرى المواطنون نتائج ملموسة على أرض الواقع.
الجلسة الأخيرة للمجلس الإقليمي بالقنيطرة كانت ساخنة، حيث فجّر البرلماني عزيز الوحسيني، رئيس جماعة واد المخازن، قنبلة من العيار الثقيل باتهامه رئيس المجلس الإقليمي جواد غريب بالفشل الذريع في تدبير شؤون الإقليم. تصريحات الحسيني لم تكن مجرد انتقادات عابرة، بل كشفت عن واقع صادم تعيشه 23 جماعة، تعاني من التهميش، وضعف البنية التحتية، وسوء توزيع المشاريع، مع تردٍّ كارثي في قطاع النقل المدرسي. وتساءل الحسيني بحدة: “أين ذهبت أموال التنمية؟ ولماذا لم يلمس المواطن أي تغيير؟”
في المقابل، نال العامل الجديد للإقليم إشادة من الوحسيني بسبب جولاته التفقدية التي فضحت الأوضاع المزرية في الجماعات الترابية، لكنه شدّد على أن الزيارات وحدها لا تكفي، بل يجب أن تتبعها إجراءات حازمة لفتح تحقيقات شفافة ومحاسبة المسؤولين عن تعثر المشاريع التنموية التي يفترض أن تنهض بالإقليم.
المغرب اليوم أمام اختبار حقيقي: هل سيتم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في القنيطرة؟ لماذا لا تتحرك النيابة العامة للتحقيق في هذه الملفات التي أصبحت حديث الرأي العام؟ ومن يحمي المتورطين في هذا الفشل التنموي؟
السكوت عن هذه الفضائح لن يؤدي إلا إلى تعميق أزمة الثقة بين المواطن والدولة، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي. المغرب الذي يطمح إلى الريادة في التنمية لا يمكنه أن يسمح لمثل هذه الاختلالات بأن تستمر دون محاسبة.. فهل تتحرك العدالة قبل فوات الأوان؟