المغـرب: المهداوي في مواجهة القضاء بعد اتهاماته للإعلامي الكارح أبو سالم.

الوطن 24/ الرباط
تشهد مدينة الرباط في المغرب جدلًا واسعًا على خلفية قرارات الهدم والترحيل التي تستهدف جزءًا من ساكنة حي المحيط، في إطار تنفيذ مشاريع التهيئة الحضرية وإنعاش الشريط السياحي. وبينما تعتبر السلطات هذه الإجراءات ضرورية لتنمية المدينة، يرى معارضون أنها انتهاك لحقوق الساكنة وخرق للقانون.
وسط هذا الجدل، برز اسم فاروق المهداوي، المحامي المتمرن والقيادي في فيدرالية اليسار الديمقراطي والمستشار بجماعة الرباط – حسان، الذي انتقد هذه القرارات بشكل لاذع عبر صفحته على فيسبوك، متهمًا السلطات في المغرب بـ”ممارسة القوادة لفائدة الأغيار”، وهو تصريح أثار ردود فعل واسعة. متابعون سياسيون رأوا في خرجاته محاولة لاستغلال القضية سياسيًا، استعدادًا للانتخابات التشريعية المقبلة لعام 2026.

في سياق متصل، استضافت قناة تلفزية فرنسية كلًا من الإعلامي الكارح أبو سالم، الذي يشغل منصب مدير العلاقات العامة والإعلام بالاتحاد العربي للبناء والتنمية العقارية بالمكتب الإقليمي في المغرب، والكاتب الأول لفيدرالية اليسار الديمقراطي، لمناقشة الموضوع. المواجهة بين الطرفين كانت حادة، حيث دافع أبو سالم عن قانونية قرارات الهدم، مؤكدًا أنها مرت عبر مساطر قانونية صارمة، وتم التصويت عليها من قبل الجماعات المعنية، كما صادقت عليها وزارة الداخلية والإسكان في المغرب قبل نشرها في الجريدة الرسمية. من جانبه، التزم المهداوي بموقفه المعارض، متهمًا السلطات بالشطط في استعمال السلطة، واللجوء إلى أساليب الترهيب ضد السكان.

غير أن المواجهة لم تتوقف عند النقاش الإعلامي، إذ انتقل التصعيد إلى ساحة القضاء في المغرب، بعد أن نشر المهداوي تدوينة اتهم فيها الإعلامي الكارح أبو سالم بـ”انتحال صفة مدير العلاقات العامة والإعلام”، ملمحًا إلى كونه مجرد بوق للسلطات المحلية. هذه الاتهامات دفعت أبو سالم إلى تقديم شكاية لدى وكيل الملك لدى ابتدائية الرباط، أرفقها بمستندات رسمية تثبت صفته المهنية، ما دفع النيابة العامة إلى الاستماع إلى أقواله في انتظار استدعاء المهداوي للتحقيق.

القضية مرشحة لمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة في المغرب، خاصة مع تداول أنباء عن استدعاء مصالح ولاية أمن الرباط لليساري فاروق المهداوي، في خطوة قد تكون لها تداعيات سياسية وقضائية. فهل سيؤثر هذا النزاع على مستقبل المهداوي السياسي في المغرب، أم أنه سيوظفه لتعزيز صورته كمعارض شرس للسلطات؟



