المغـرب: برنامج “طنجة، ملاعب الخير” لتأهيل البنيات الرياضية ودعم التضامن الاجتماعي.

الوطن24 / طنجة
جرى يوم الخميس 26 يونيو, 2025 بمدينة طنجة، شمال المغرب، إعطاء الانطلاقة الرسمية لبرنامج “طنجة، ملاعب الخير”، في إطار الجهود المتواصلة للنهوض بقطاع الرياضة على صعيد عمالة طنجة-أصيلة، وتحويل المنشآت الرياضية إلى رافعة للتنمية والتضامن الاجتماعي.

وقد تم الإعلان عن هذا البرنامج خلال حفل رسمي حضره والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عامل عمالة طنجة-أصيلة، يونس التازي، والعامل المكلف بالشؤون الداخلية الجهوية، ورئيس مجلس العمالة، ورئيس جماعة طنجة، إلى جانب مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الشمال، وعدد من المسؤولين وممثلي الجمعيات الرياضية والمجتمع المدني.
وشكّل اللقاء مناسبة لاستعراض المبادئ والأهداف الرئيسية للبرنامج والإطار التنفيذي الذي سيتم اعتماده، بهدف تدبير أكثر نجاعة وشفافية لملاعب القرب على مستوى تراب العمالة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الوالي يونس التازي أن إطلاق هذا البرنامج يأتي استجابة للوضعية الحالية لملاعب القرب، التي تواجه عدة تحديات، أبرزها ضعف المهنية في التسيير، وغياب الشفافية في الاستفادة، والتدهور العام للبنيات نتيجة قلة الاستثمار في الصيانة، رغم المداخيل الهامة التي تدرها، إلى جانب محدودية انفتاحها على باقي الرياضات.
وأشار التازي إلى أن هذه الوضعية “لم تعد مقبولة في ثاني أكبر مدينة في المملكة المغربية”، خاصة في ظل الاستعدادات التي يخوضها المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، التي ستكون مدينة طنجة إحدى محطاتها الأساسية.
وأوضح أن المغرب، في ظل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انخرط في مشاريع كبرى لتأهيل البنيات التحتية الرياضية والحضرية، بوتيرة متسارعة لضمان جاهزيتها في الموعد المحدد.

وشدّد الوالي على أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في تعزيز الحكامة الجيدة والتسيير الرشيد، من خلال تعبئة الفاعلين المؤسساتيين والمنتخبين والمجتمع المدني والمواطنين المغاربة، من أجل تغليب المصلحة العامة.
ويهدف برنامج “طنجة، ملاعب الخير” إلى إرساء مقاربة جديدة في تدبير ملاعب القرب، تقوم على تنويع العرض الرياضي وتحسين جودته، وتسهيل ولوج جميع الفئات الاجتماعية والعمرية إلى هذه المنشآت، فضلاً عن اعتماد نظام معلوماتي شفاف لتدبير الحجوزات، ودعم الرياضة المدرسية، وتوجيه العائدات الصافية نحو دعم الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية.
وتشمل المرحلة الأولى من البرنامج، والممتدة طوال سنة 2025، إحداث أو إعادة تهيئة 34 ملعبًا رياضيًا للقرب موزعة على أحياء مدينتي طنجة وأصيلة، وتتوزع على الشكل التالي:
- 22 ملعبًا لكرة القدم
- 6 ملاعب لرياضة البادل
- 4 ملاعب لكرة السلة
- ملعب واحد لكل من الكرة الطائرة وكرة اليد
وسيتم توسيع البرنامج بشكل تدريجي ابتداءً من سنة 2026 ليغطي مختلف مناطق عمالة طنجة-أصيلة.
كما سيساهم البرنامج في تنظيم بطولات ومنافسات رياضية منتظمة، من شأنها تعزيز إشعاع مدينة طنجة كوجهة رياضية وطنية ودولية، مع ضمان موارد مالية قارة لفائدة الجمعيات النشيطة في المجال الاجتماعي، خصوصًا تلك الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تواجه صعوبات تمويلية رغم ما تقدمه من خدمات جليلة للأشخاص في وضعية هشاشة.
وفي مداخلتها، أكدت وفاء شاكر، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، أن البرنامج يجسد رؤية حديثة في تدبير الشأن العام، ويأتي في سياق دعم الشباب ودمقرطة ممارسة الرياضة، وتهيئة المغرب لاستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى، معتبرة أنه “نموذج يُحتذى به وطنياً”.
من جهته، أوضح رشيد ريان، المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطنجة-أصيلة، ورئيس الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، أن البرنامج يشكل نقلة نوعية في مجال الرياضة المدرسية، من خلال تحسين البنيات التحتية وضمان ولوجها العادل والمنظم.
ولإرساء إطار مؤسساتي محكم لتفعيل البرنامج، تم بهذه المناسبة توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين عمالة طنجة-أصيلة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية.
وسيتم منح الأولوية في استخدام هذه الملاعب لتلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والجمعيات الرياضية المدرسية، بشكل مجاني، تأكيدًا على البعد التربوي والاجتماعي للبرنامج.
ويُنتظر أن يُحدث هذا الورش الديناميكي تحولاً عميقًا في المشهد الرياضي بجهة طنجة، ويُشكل نموذجًا يمكن تعميمه لاحقًا على باقي جهات المملكة المغربية.