ضريح سيدي عبد الرحمن بالمغرب: رمزية الفضاء الروحي وتحديات المسؤولية.

في الوقت الذي تسعى فيه السلطات المغربية لإعادة تأهيل الفضاءات الروحية، يظهر ضريح سيدي عبد الرحمن كنموذج حي لهذا التحول. إعادة افتتاح الضريح بحلته الجديدة تعكس جهود والي جهة الدار البيضاء سطات وعمدة المدينة، لكن هل هذه الجهود كافية لمعالجة المشاكل المتجذرة في المجتمع؟

لقد خضع الضريح لعملية تجديد شاملة بعد أن كان مسرحًا لممارسات مشينة تتعارض مع قيم الفضاء الروحي. كان من الضروري هدم البنيات العشوائية المحيطة به، لكن تبقى الأسئلة قائمة: هل يكفي تحسين مظهر الضريح ليكون مركزًا للعلم والثقافة، أم أن المطلوب هو معالجة جذور الأزمة الاجتماعية التي أدت إلى تدهور المكان؟

كما أشار الباحث محمد عسيلة، فإن تحويل الفضاءات الروحية إلى مراكز علمية وثقافية يجب أن يترافق مع جهد حقيقي من المسؤولين لخلق بيئة تحترم الموروث الثقافي وتدعم تنميته. إن مجرد إعادة فتح الضريح ليس كافيًا؛ بل يجب أن تكون هناك خطط فعالة لضمان استمرارية العناية به وتحقيق أهدافه.

وبينما تتباهى العمدة نبيلة الرميلي بمظهر الضريح الجديد، يجب أن نتساءل عن مدى اهتمام السلطات بقضايا المجتمع المحلي. فهل سيظل الضريح مجرد معلم سياحي، أم سيتحول إلى مركز حقيقي يعكس قيم التعاون والمشاركة بين السكان؟

إن الحديث عن التغيير يتطلب من المسؤولين في المغرب الابتعاد عن الشعارات الجوفاء والاهتمام بالقضايا الملحة. في ضوء إعادة افتتاح ضريح سيدي عبد الرحمن، يجب أن تكون هذه الخطوة بداية حقيقية لحوار شامل يضم جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني، لضمان تحقيق التنمية المستدامة التي يستحقها المواطن المغربي.

إن الضريح يمثل أكثر من مجرد مكان عبادة؛ إنه رمز للتراث والثقافة. لذا، يجب على المسؤولين أن يدركوا أن مسؤولياتهم تتجاوز مجرد الافتتاحات، بل تشمل السعي الجاد نحو تحقيق التغيير الحقيقي الذي يلبي تطلعات الشعب ويعزز من مكانة الفضاءات الروحية في المجتمع.