المغـرب: على خطى الشرقاوي … شبح العزل والمُحاكمة يطارد رئيس جماعة اكزناية بسبب فضائح عقارية.

الوطن24/ كتب: مراد السعداوي
كما حدث مع الشرقاوي، رئيس مقاطعة طنجة المدينة ونوابه، أصبح شبح العزل والملاحقة القضائية الجنائية يطارد رئيس جماعة اكزناية، محمد بولعيش، بسبب الفضيحة المعروفة محلياً بـ”أرض اليهودي”، حيث تم مؤخراً الاستماع لمجموعة من المنتخبين من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بناءً على تعليمات من النيابة العامة.
المعطيات التي حصلنا عليها تؤكد أن والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، يونس التازي، ومباشرة بعد عودته من إجازة قضاها في كندا، سيضع ملف جماعة اكزناية نصب عينيه، بسبب مجموعة من الملفات، وفي مقدمتها أرض المواطن المغربي اليهودي المقيم في إسبانيا، جاكوب ليفي بن ديان.
وتؤكد مصادرنا أن الاسم الموالي الذي قد يتعرض للعزل المؤقت والإحالة إلى المحكمة الإدارية، بعد رئيس مقاطعة طنجة المدينة، سيكون في الغالب هو بولعيش، بسبب توالي الخروقات في تراب جماعته، خصوصاً بعد التطورات الحاصلة في قضية “أرض اليهودي”.
وكان ليفي بن ديان، الذي يحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية، قد فوجئ بأن مساحات واسعة من الأراضي المملوكة له باكزناية قد اقتُطعت، وتم الشروع في تجزئتها والبناء فيها أمام أعين السلطات، وبرخص وشواهد منسوبة للجماعة.
واتجه المعني بالأمر للقضاء، حيث أدلى بوثائق تؤكد أن الأرض مملوكة له، وأنها موروثة عن والده، واتضح أنه بالفعل يتوفر على شواهد الملكية والرسوم العقارية الخاصة بها، مما حول الأمر إلى فضيحة ارتبطت بأسماء مجموعة من المنتخبين وأصحاب المال.
ويتعلق الأمر بـ11 قطعة أرضية جرى استصدار رخص التجزئة والبناء فيها، بما في ذلك تجزئة مملوكة لرئيس الجماعة، مما دفعه لمتابعة 34 شخصاً أمام القضاء، بمن فيهم بولعيش، ليتم الشروع في استدعائهم للاستماع إليهم.
وأفادت مصادر عليمة أن هذا المواطن اليهودي المغربي وجه مؤخراً شكاية تظلم إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عنونها بـ”أنقذني يا جلالة الملك”، وذلك بخصوص هذه الأرض التي سلبت منه بضواحي اكزناية، مدخل مدينة طنجة. وهي القضية التي ستأخذ أبعاداً أخرى، بحيث ستسقط رؤوساً كبرى تورطت في القضية، منها منتخبون ومنعشون عقاريون.
ولم يكن المواطن الإسباني اليهودي ذو الأصول المغربية يتوقع أنه حينما يعود لزيارة مدينة طنجة، حيث عاش أبوه وأجداده، سيجد أن قطعاً أرضية ورثها من أبيه قد جزئت، وبنيت فوقها عدة منازل دون علمه. فالمعني جاكوب ليفي بن ديان يملك 11 قطعة أرضية بجماعة اكزناية، ورثها عن أبيه. وهي ملكية مسجلة برسم عقاري بالإدارات المغربية وبالقضاء العبري بمحكمة طنجة. لكنه عندما عاد مؤخراً إلى المدينة، اكتشف أن عصابة قد استولت على جزء كبير من أراضيه بدون أي سند قانوني، وبنيت فوقها مبانٍ جاهزة للسكن، واغتنى منها مجزئون ومنعشون عقاريون.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الاستيلاء على أراضي الغير بجماعة اكزناية، فالجميع يتذكر قضية سجن مسؤول سابق بالجماعة لتورطه في سلب عدة بقع أرضية باستخدام النصب والاحتيال وتزوير مستندات. واليوم تتكرر نفس العملية، والتي كان ضحيتها مواطن مغربي يهودي مقيم في إسبانيا.
الضحية سبق أن تقدم بشكوى أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة، مثبتاً شرعية ملكيته للقطع الأرضية المنهوبة بكل الوثائق الرسمية والقانونية، مطالباً بفتح تحقيق عاجل وسريع يعيد له أراضيه ويعاقب جميع أفراد العصابة ومن ساعدهم في ذلك.
جاكوب ليفي بن ديان، اليهودي المغربي، عاد اليوم إلى طنجة وهو واثق من أن الإدارة المغربية ستحترم شكايته إلى صاحب الجلالة، خاصة بعد تأكيد جلالته على ضرورة تسهيل كل المساطر أمام المستثمرين اليهود الذين يودون الإقامة والاستثمار في بلدهم الأم. إلا أنه صدم حينما اكتشف أن عصابة استولت على أرضه دون أدنى حماية من الإدارة المحلية، مما يدل على أن مافيا العقار في اكزناية متغلغلة ولا تهاب أحداً، بالرغم من الحملة التي قادها والي الجهة محمد امهيدية ضد مافيا العقار بالمنطقة وأسقطت بعض الرؤوس الكبيرة.
وملف الشكاية المقدمة لدى الوكيل العام للملك يتهم أسماء وازنة باكزناية، يُشاع أنها تتحرك على جميع الأصعدة لطي هذا الملف. لكن جاكوب ليفي بن ديان لن يستسلم مهما كان الثمن، بحيث أكدت مصادر مطلعة أنه سيخرج للعلن في حوار مع قناة إسبانية رسمية يشرح فيها كل التفاصيل ويذكر فيها جميع الأسماء المتورطة.
وكل الطنجاويين يتذكرون أن يهودياً مغربياً التقى المرحوم الحسن الثاني بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1995، واشتكى له من الاستيلاء على قطعة أرضية محاذية لفندق “شهرزاد” بطنجة، حيث بنيت فوقها عمارة. فما أن عاد المرحوم الحسن الثاني إلى الرباط حتى استدعى كل الأطراف المتورطة في القضية، وحكم عليهم بدفع مبلغ مالي مضاعف لثمن القطعة الأرضية التي بنيت فوقها العمارة الشهيرة بكورنيش طنجة، ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الاستيلاء على أملاك الغير.