المغـرب: لغز اختفاء وعودة الصراف بطنجة.. اختطاف حقيقي أم تصفية حسابات؟

الوطن24/ خاص
تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمدينة طنجة في المغرب، بمساندة من عناصر الدرك الملكي، يوم الأربعاء 5 فبراير 2025، من العثور على الصراف المختفي منذ الأحد الماضي، وذلك في منطقة القصر الصغير بضواحي المدينة، حيث تم العثور عليه وهو بصحة جيدة، مما يثير تساؤلات حول ملابسات هذا الاختفاء الغامض.
وكانت مدينة طنجة المغربية قد شهدت حالة من الاستنفار الأمني منذ اختفاء الصراف المعروف في وسط المدينة، ما أثار تكهنات وسيناريوهات متعددة، خاصة بعد دخول الشرطة القضائية على خط التحقيق، وسط غموض كبير حول مصير الرجل.
ووفقًا لمصادر مقربة من عائلة الصراف، فقد اختفى من داخل قبو إقامة “شمس الأصيل” بمنطقة النجمة، حيث يقطن، وأشارت نفس المصادر إلى أن كاميرات المراقبة بإحدى البنايات المجاورة وثّقت تحركات مريبة لأشخاص مجهولين بالقرب من مرأب الإقامة، بالتزامن مع توقيت اختفائه، مما عزز فرضية تعرضه للاختطاف.
وتضاعف الغموض بعد أن تلقى شقيق الصراف اتصالاً من رقم هاتفي بمقدمة هولندية، يطالبه بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحه، وفقًا لما أفادت به مصادر خاصة، إلا أن العائلة فضلت عدم الكشف عن قيمة الفدية المطلوبة.
العثور على الصراف في منطقة غابوية خارج المدار الحضري، وهو بحالة جيدة، يطرح علامات استفهام عديدة حول ملابسات هذا الحادث، وهل يتعلق الأمر بعملية اختطاف حقيقية أم أن هناك تفاصيل أخرى لم تتضح بعد؟ بحيث لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف خيوط هذه القضية الغامضة وتحديد الملابسات الحقيقية وراء هذا الاختفاء.
وتضاربت الأنباء حول عودة رجل الأعمال إلى أسرته، وهو الذي ظل مختطفًا حسب تصريحات أسرته منذ الأحد الماضي، قبل ظهوره بعد ثلاثة أيام، ونقله إلى مصحة وإنجاز محضر له بمصلحة الأمن، قصد إغلاق ملف البحث لفائدة العائلة المسجل عند اختفائه.
وبينما دفعت الحالة التي ظهر عليها التاجر المختطف، النيابة العامة في المغرب إلى تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبحث والتحقيق حول ملابسات الاختطاف وأسبابه والوصول إلى الجاني أو الجناة المتورطين فيه، ظهرت مساحات فارغة في القضية، التي ستستعين فيها الضابطة القضائية بالأبحاث الرقمية والعلمية لفك ألغازها المشفرة، ومعرفة كل التفاصيل الأخرى.
وحسب مصادر مطلعة، فإن رجل الأعمال، ضحية “الاختطاف”، والذي يملك محلا لصرف العملات بطنجة، سبق أن واجه شكاية تتهمه بالاحتيال والسرقة، وجهها ضده زملاؤه في المهنة، أي صيارفة آخرون يزاولون بالدار البيضاء ومدينة البوغاز، إذ طالبه خصومه باسترجاع أموال فاقت 6 مليارات سنتيم، دون جدوى. إلا أن الأسرة تنفي هذه المعلومات جملة وتفصيلا، مصرة على أنه اختطف من مرأب منزله، وأنه سبق أن تم اعتراض سبيله في وقت سابق بمنطقة طنجة البالية.
وبينما تم الترويج لأخبار تفيد بأن أفراد العصابة تخلصوا منه في منطقة غابوية وعرة مجاورة لميناء طنجة المتوسط، قبل أن ينجح في الوصول إلى مدشر “الدالية”، حيث لجأ إلى منازل استضافه أهلها وعملوا على إخبار مصالح الدرك الملكي بالمنطقة، فإن معلومات مؤكدة تشير إلى أن المختطف قد خطط لسيناريو عملية اختطاف دون أن تحدث وقائعها، بحيث عاد إلى أسرته، ثم توجه إلى مصلحة الأمن ليبلغ عن تحريره، ما يطرح استفهامات حول مصدر تلك الروايات المتضاربة، التي واكبت الاختفاء والظهور.
ويبدو أن القضية لها علاقة بتصفية حسابات بين الصراف ومختطفيه، وهو ما ستكشف عنه الأبحاث المعمقة التي تجريها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في المغرب، وخاصة بربط هذه القصة مع حادث وفاة غامضة لأخ الضحية المزعوم في الدار البيضاء، حيث قيل إنه تعرض لعملية انتحار أو لتصفية جسدية لها علاقة بالموضوع.