المغـرب: وفاة شاب بالقرب من ملهى ليلي تُصدم الأوساط المحلية، وتندر بكارثة حقيقية، تقف على إجراءات التدبير العقلاني للحانات والملاهي الليلية بطنجة.

الوطن24/ مراد السعداوي
شهدت مدينة طنجة حزنًا شديدًا بعد وفاة شاب في مقتبل العمر بعد خروجه مباشرة من ملهى ليلي يعتقد أنه بسبب تناوله لخمور منتهية الصلاحية أو لشيشة مجهولة التركيبة يوزعها الملهى الليلي وباقي الملاهي الأخرى بكورنيش طنجة على الرغم من بعض المثار رجحت أن تكون الوفاة بسبب أزمة قلبية حادة، الحادث الذي وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة أثار استياءً واسعًا لدى المواطنين، خاصة بين فئة الشباب الدين عاينوا الشاب وهو يخرج من الملهى الليلي يرتعش كالعصفور من شدة الألم ليسقط مباشرة داخل الباركينغ 10 التابع لشركة صوكاجيك.
تفاصيل الحادث تفيد أن الشاب، الذي يُعتقد أنه في الثلاثينيات من عمره، تعرض لحالة انهيار عصبي داخل الملهى المشهور الدي أصبح يعرف فوضى كبيرة، حيث تم استدعاء فرق الإسعاف على الفور. بالرغم من محاولات إنقاذه، إلا أنه تم الإعلان عن وفاته مباشرة بالقرب من الملهى الليلي.
وقد بدأت السلطات المحلية والأمنية تحقيقًا في ملابسات الوفاة، بما في ذلك ظروف الحادث والأسباب المحتملة وراءه. كما ثم استجواب عدد من الشهود والمسيرين للملهى لجمع المزيد من المعلومات…. لكن لغة المال كثيرا ما تنقد أصحابها من التورط…. يقول شاهد عيان متهكما” واش حتى خرج من البار عاد جاه ملاك الموت… !؟
هذا الحادث الفاجع ألقى الضوء على قضايا الأمان داخل الملاهي الليلية بكورنيش طنجة وباقي أحياءها التي أصبحت تعرف تسيبا كبيرا في الأونة الٱخيرة، والتدابير اللازمة لحماية الزوار. وقد أعرب العديد من رواد ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفهم الشديد لما يحدث أمام أعينهم وأعين أبناءهم، وقدموا نداءات لتوفير بيئة أكثر أمانًا داخل مثل هذه الأماكن التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على مرتاديها….
وللإشارة فقد أصبح ليل طنجة لم يعد كما يعرفه أهلها في النهار، فقد تبدلت الأحوال وتغيرت في السنوات الأخيرة. وبينما ينام العديد من الطنجاويون، يبدأ يوم جديد لآخرين في المراقص والملاهي الليلية ومحلات الشيشة المنتشرة في أحياء عاصمة البوغاز. حيث تأثرت المدينة الهادئة بسياسة الانفتاح وازداد عدد الأجانب الوافدين إليها كباقي المدن الكبرى. وباتت مشاهدة النوادي التي تعج بالراقصات وبائعات الهوى ليس بالأمر اللافت. بل إن عددا من الملاهي المعروفة لم تتردد في نشر إعلان تطلب فيه فتيات جميلات للعمل في ملهى براتب جيد….كما أن بعض الملاهي تسخر فتيات لترويج الكوكايين والأقراص المهلوسة….
إن ”تسمين” النوادي والمراقص في طنجة بعد دخول الآلاف من النساء المطلقات والمغتصبات والهاربات والعاملات في المصانع والوافدات من المدن النائية، زاد دائرة الصخب، وأصبحت القهقهات والموسيقى المرتفعة في تلك الأماكن التي يتواجد أغلبها في الأحياء السكنية يشكل إزعاجًا للكثير من المواطنين. وبحسب إحصائيات غير رسمية يتواجد في طنجة، 350 نادي ليلي وبار ومشرب للخمور، بما في ذلك بارات الفنادق.
وفي ظل تصاعد شكاوى المواطنين وتذمرهم من انتشار هذه الظاهرة وتمددها للأماكن العامة، بدأت السلطات في طنجة تحتشم من حملة مطاردة على العاهرات، كما باتت تحتشم من تطبيق قانون إغلاق المحلات في الساعة الأولى من الصباح .
وقبل سنين كانت السلطات المحلية والأمنية تقوم بحملات تطهيرية على مجموعة من الفتيات اللواتي يعملن في المراقيص. كما كانت تشكل لجنة أمنية لملاحقة بائعات الهوى اللواتي يقفن في الأماكن العامة لممارسة الرذيلة مقابل الآجر المادي، وتحديدا في وسط المدينة، وتقديمهن إلى العدالة لكن دون أن تطال المحاسبة أرباب بعض الملاهي الليلية التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الساكنة والزوار.
إن المشاكل التي باتت تعانيها بعض الأحياء السكنية في طنجة، وفي وسط المدينة والأحياء المجاورة لشارع مولاي عبدالله “حومة الشياطين” ومحج محمد السادس أصبحت الآن لها خصوصية سلبية، بعدما تحولت من “مكان” يحمل في داخله أسرارا لا يعلمنا إلا المرتادين لها.
ويوضح أحد المواطنين الذين تقدموا بعدة شكايات الى النيابة العامة وشرطة الأخلاق في رسائل عديدة مفتوحة لرفع الضرر الدي يشكل ضوضاء وازعاج. ولكن السكان يتحدثون أيضا عن عدم احترام النوادي الليلية، ومقاهي الشيشة، و”البارات لعدم احترام التوقيت المعمول به في المدن الاخرى “.
ومنذ أشهر عديدة تنبري أقلام بعض الكتاب وسكان المدينة عبر صفحات التواصل الإجتماعي للمطالبة بإنهاء قضية انتشار النوادي والمراقص في الأحياء السكنية في طنجة. إلى وقف تفشي هذه الظاهرة…. ولكن لا حياة لمن تنادي…..
“وتبقى الجهات المسؤولة، التي عليها واجب وقف هذا الخراب ،وإلغاء تراخيص هذه البارات والملاهي وتحويلها لجهة خارج المدينة، حيث أصبح السكارى في كل طرق المدينة يعربطون المارة وزوار المدينة داخل باركينات صوماجيك… التي تحاصرك فيه لافتات الدعاية للمشروبات الكحولية على واجهات المحلات، وتناديك فيه النوادي الليلة، للسهر، بدلا من قيام الليل، لوجه الله، والفرق شاسع بين من يقومون الليل، وبين من يعرفون طنجة في الليل بوجهها الآخر البئيس والشاحب… أبعد الله عنا شره الظاهر والباطن“.
حيث أن المسؤولين غضوا الطرف عن الممارسات اللاقانونية التي تحدث في شوارع طنجة كل مساء. هؤلاء لم يقوموا بواجبهم من تنفيذ القانون وحماية حقوق المواطنين. وهؤلاء، قبل السكارى الذين يسرقون سكينة المواطنين وحقهم في النوم والراحة والأمان، يجب أن يعاقبوا على الجرائم التي ترتكب في حق الطنجاويين“.”
إن مدينة طنجة تغرق في فوضى غير خلاقة وغير أخلاقية. كل شيء في سبيل تحقيق رغبات بيولوجية وحريات هامشية ومزاعم سياحية. وكأن سكان هذه المدينة صفر على الشمال، فلا احترام لمشاعرهم ولا وقفة واحدة أمام مطالبهم وصرخاتهم“.”
هناك مسائل تتعلق بالأخلاق والحفاظ على مشاعر الناس وأموالهم وبيئتهم وعيون أطفالهم وبناتهم، أولويات يجب أن تكون على رأس القائمة عند جميع السلطات المخولة بأمن وراحة ورفاهية المواطنين والحفاظ على صورة عاصمة طنجة والطنجاويين، وهذا لا علاقة له بمعادلة التخلف والتحضر، لأنه حتى في أميركا، لا يسمح بممارسة أعمال لا أخلاقية في أماكن عامة، ولا بممارسات تزعج حيا أو مدينة كاملة كما يحدث الٱن في طنجة الكبرى