المومني: السياسة مبادئ و ماشي تصنطيح و تشيار

الوطن24/ بقلم: محمد المومني
في تدوينة مطولة ذات طابع سياسي اختارالمومني الرد على من يحاولون التنقيص من العمل والفعل السياسي من يحاولون تخويف الشباب عن الممارسة السياسية حيت كتب أجي وكون سياسي!!!
هذه التدوينة جواب على الأسئلة التي طرحتها في تدوينة 29 ماي 2020.
بعض الناس يعتقد بأنه لكي تكون سياسيا يكفي أن تكون صنطيحة، وضايخ كتشير بلا عقل على من هب ودب، وكاتدير اللايفات كل نهار، وتولي سياسي قوي، وسمعتك غادي تحسن والناس غادي تبغيك وغادي ترجعك أنت هو تشيجيفارا.
– أجي تسمع وتستافد:
– أول حاجة باش تكون سياسي حقيقي وتحوز ثقة الناس خصك تكون عندك مبادئ تدافع عنها…. وحينما نقول مبادئ فنقصد بها أفكار ومثل عليا يمكن إذا ما طبقناها تنفع الناس وتحقق لهم الراحة والسعادة… والمقصود ب “مبادئ” بانها أفكار لا ترجع إلى غيرها: إنها نقطة البداية والانطلاق إلى غيرها. إنها الأساس والركيزة لما سواها. وهذه المبادئ والقيم يكون مصدرها أما الدين أو العقل أو هما معا. وأهم خاصية للمبادئ هو أنها ثابتة غير متغيرة، متكاملة لا تتناقض فيما بينها… ومن الامثلة عن المبادئ: العدل، رفض الظلم، والحرية، الصدق، الأمانة… وحينما نقول أن إنسان أو سياسي ذو مبادئ فمعناها أن هذا الشخص عندو شي حاجة من الثوابت التي لا تتغير… وهذا الثبات وهذا الصمود على هذه المبادئ هو الذي يجعل من بعض السياسيين أشخاص استثنائيين… وبالعكس فأكفس حاجة في السياسة هو انك تكون متذبذب، متغير كالحرباء، متقلب بحسب الظروف والاهواء والمصالح الخاصة….هذا اليوم أنا في الاتحاد الاشتراكي، وغدا في الحزب العمالي، ومن بعدو أنا في حزب الدلفين، ومن بعدو أنا في حزب جبهة القوى الديمقراطية ومن بعدو أنا في حزب الأحرار، ويعلم الله غدا شمن حزب غادي نكون.(المثال السابق هو لشخص حقيقي في سيدي الطيبي انتقل ما بين هذه الأحزاب في ظرف خمس سنوات ومشى حتى لحزب العدالة والتنمية ولم يقبلوا به).
– ثاني حاجة: خصك تكون عارف معنى الكلام اللي كتقول، وعارف شنو كاتدير. بمعنى خصك تكون بعقلك ماشي ضايخ ،… علاش هذا الكلام؟
باختصار: “لأن كلام العاقل منزه عن العبث” كما يقول الفقهاء. ولأن كلام الإنسان ليس كلاما مرسل على عواهنه، وإنما هو كلام يضر أو ينفع، بمعنى عندو اثر واقعي… والإنسان اللي كيتكلم بلا ما يضرب حساب، راه لا يصلح للسياسة. فمن كثر كلامه، كثر لغطه، ومن كثر لغطه، كثر سقطه”… ومن كثر سقطه سقط في الدنيا والآخرة…. بمعنى آخر سقط في السياسة والدين…
– ثالث حاجة: لا تجعل الحصول على المال هو أسمى أمنية عندك من وراء الدخول للسياسة…. كل الناس تحب المال غير هو خصنا نفرقو ما بين شخص داخل للسياسة باش يمارس ويطبق قناعاته وكيجعل المال شيء تابع وثانوي… وشخص داخل للسياسة باش يجمع الفلوس ويدير الملايير، ويتسلق السلم الاجتماعي بسرعة…
الشخص الأول كيكون مدفوع بقناعته لخدمة الناس، يعني عندو محرك ذاتي، داخلي، نابع من ضميره،… وبالتالي لا ينتظر جزاء من أحد لكي يقوم بالعمل، بل يتحقق الرضى الذاتي والسعادة في هذا العمل الذي يقوم به.
أما الشخص الثاني، فالحافز عنده خارجي، اي المال، إذا حقق له نضاله ونشاطه وخدماته المال فهو يستمر، وإذا زال الحافز الخارجي توقف عن النشاط…فعمله مرتبط بالمردودية وبالجزاء الذي يحصل عليه من خارج الذات…وهذا علاش كنوجدوا بزاف ديال الناس كيقولوا بأنهم دفعوا فلوس باش يخدموا شي مصلحة… لأنهم ببساطة تعاملوا مع شي مسؤول عندو الفلوس هو اسمى امنية عندو…. لا يحركه لا دين لا أخلاق لا ضمير….
والفرق بين الشخصين كذلك هو أن الأول لديه مبادئ يؤمن بها ويقنع الآخرين بأفكاره ومبادئه (وليس بالمال)، ويركز على شرعية ونظافة الوسيلة والغاية إنه يبني وعي وفكر اجتماعي إيجابي، في حين الثاني يلجأ لكل الطرق والوسائل المتاحة ولو كانت غير أخلاقية (الكذب، التزوير، استعمال المال كوسيلة لإقناع ضعاف النفوس…) فالغاية تبرر الوسيلة. وهذا النوع يهدم وعي الناس ولا يبنيه. بل ينشر السموم في الوعي الجمعي وعلى المدى البعيد يجعل التضامن والتعاون بين افراد المجتمع مستحيلا…
تلكم بعض الصفات العميقة للسياسي الحقيقي،… وهي صفات طبيعية نجدها عند العديد من الناس ولو لم يكونوا سياسيين، وبغض النظر عن مستواهم المادي أو الثقافي…. لكن اذا كان الأمر كما قلنا، لماذا لا ينجح الجميع في السياسة؟
الجواب في تدوينة لاحقة إن شاء الله.