برادة يُواجه لوبي التهميش لإعادة إحياء التعليم في المغرب!

محمد سعد برادة، وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، أطلق واحدة من أكثر المبادرات جرأة في تاريخ المنظومة التعليمية بالمغرب. هذه الخطوة تتجلى في إعادة الاعتبار لمفتشي التعليم، الفئة التي كانت مهمشة لسنوات طويلة، والتي يعتبرها الخبراء الركيزة الأساسية لإنجاح الإصلاحات الميدانية. الوزير، الذي يبدو أنه يدرك حجم التحدي، قرر مواجهة الممارسات القديمة التي أضعفت القطاع وأبعدت كفاءات وطنية عن مراكز التأثير.

مصادر موثوقة أكدت أن برادة أصدر تعليمات واضحة لمديري الأكاديميات الجهوية بضرورة تسوية التعويضات المالية للمفتشين فوراً وتحسين ظروف عملهم. الوزير خاطب المسؤولين بنبرة حازمة، قائلاً: “ما نبغيش شي مفتش يتشكى!”، في إشارة إلى جدية قراره بإعادة تفعيل دور المفتشين لضمان تنزيل خارطة الطريق 2022-2026 على أرض الواقع.

هذه التعليمات أحدثت تحولاً جذرياً في تعامل الأكاديميات مع المفتشين، حيث انتقلت من التجاهل إلى محاولة كسب ودهم، خاصة بعد أن أكد تقييم مستقل أجرته جامعة محمد السادس للتكنولوجيا أن مشروع “مدارس وإعداديات الريادة” ناجح، لكنه يحتاج إلى تعميم وطني بمواكبة المفتشين الذين يمتلكون الخبرة الميدانية اللازمة.

المفتشون، الذين كانوا في السبعينات والثمانينات بمثابة العمود الفقري لجودة التعليم في المغرب، يرون في هذه الخطوة بادرة أمل لرد الاعتبار لدورهم الحيوي في الإدارة التربوية وتأطير المدرسين. من جهتهم، يعتبر المراقبون أن قرار برادة قد يكون البداية الحقيقية لإصلاح جذري يعيد الثقة في المدرسة العمومية ويعيد للتعليم المغربي مكانته.

رغم التفاؤل، تبقى تساؤلات مطروحة حول قدرة الوزير على مواجهة العراقيل التي قد تضعها بعض الجهات التي اعتادت الاستفادة من حالة الجمود في القطاع. هل ستصمد هذه الإصلاحات أمام مقاومة التغيير؟ الإجابة ستكون رهينة بالأسابيع المقبلة، حيث ستُختبر قدرة الوزارة على تحويل الأقوال إلى أفعال.

إن كل الفئات العاملة في قطاع التعليم جسد وأحد سواء أطر التدريس أو الإدارة او أطر المراقبة والتفتيش، وإن أي رؤية تهدف إلى الإصلاح وتستحضر هذا البعد التكاملي في برامجها ومبادرانها ستكل مشاريعها بالنحاح وبالعكس فإن اي خلفية غير تربوية أو يحكمها الهاجس الأمني أو محاولة بث الفرقة وتسميم العلاقة بين هيءات التعليم ستمنى بالخيبة ولن يكتب لها النجاح بل سترتد على أصحابها بالفشل كما حصل مغ تجارب سابقة.