بريطانيا تستعد لموجة جديدة من فيروس “جرثومة القيء” مع اقتراب الأعياد.

في ظل اقتراب موسم الأعياد، تتزايد المخاوف في بريطانيا من تفشي فيروس نوروفيروس، المعروف بـ”جرثومة القيء”، وسط مؤشرات على تصاعد غير مسبوق في الإصابات مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا. تقرير صادر عن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) كشف عن تضاعف الحالات المؤكدة مخبريًا في الأسابيع الأخيرة، حيث سُجلت 416 حالة في إنجلترا فقط، مقابل 216 حالة في الفترة ذاتها من عام 2019.

وتشير البيانات إلى تسجيل 2849 إصابة مؤكدة منذ بداية موسم 2024/2025، وهو ما يتجاوز بأكثر من الضعف المعدلات التي سُجلت قبل خمس سنوات. هذا الوضع يضع المستشفيات البريطانية تحت ضغط متزايد، حيث اضطرت إلى عزل المرضى المصابين في محاولة للحد من انتشار الفيروس شديد العدوى، والذي تُعتبر سلالة جديدة منه مسؤولة عن 90% من الإصابات الحالية.

مع اقتراب عيد الميلاد، تتوقع السلطات الصحية مزيدًا من الحالات، حيث تشهد هذه الفترة تجمعات عائلية واحتفالات تزيد من فرص انتقال العدوى. ويدعو الخبراء إلى ضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية لتقليل خطر الإصابة، لا سيما أن الفيروس ينتقل بسهولة عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة أو تناول أطعمة ومشروبات ملوثة.

ورغم المخاوف، أشار الأطباء إلى أن المرض عادةً ما يكون قصير الأمد ولا يتطلب دخول المستشفى في معظم الحالات. ونظرًا لأن المضادات الحيوية غير فعالة ضد هذا النوع من الفيروسات، يوصي الأطباء بالعناية المنزلية، بما في ذلك شرب السوائل بكثرة لتعويض الجفاف، والراحة التامة، وتناول مسكنات مثل الباراسيتامول لتخفيف الأعراض كآلام الجسم والحمى.

تبقى الجهود مركزة على توعية المواطنين بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال الوثيق مع المصابين. ومع تصاعد أعداد الإصابات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن بريطانيا من السيطرة على هذا الفيروس سريع الانتشار خلال موسم الأعياد؟