تطوان والصويرة: شراكة ثقافية واعدة نحو مستقبل مشترك في المغرب

الوطن24/ تطوان
شهدت مدينة تطوان، مساء الجمعة 20 ديسمبر2024، حدثًا ثقافيًا بارزًا بمناسبة الدورة الأولى من ملتقى “روح الأندلس”، حيث تم تكريم مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، تقديرًا لإسهاماته البارزة في دعم المبادرات الثقافية التي تعزز الهوية المغربية المتنوعة. وخلال الملتقى، أكد أزولاي أن الشراكة بين مدينتي تطوان والصويرة، التي وصفها بـ “غير المسبوقة والشرعية والواعدة”، دخلت مرحلة حاسمة مع إطلاق “جامعة علوم الثقافة والتراث” في إطار تعاون ثقافي جديد بين المدينتين في المغرب.
وقال أزولاي في كلمته: “الصويرة وتطوان، المتجذرتان في عمقهما وثراء تاريخهما واختيارهما المشترك لمركزية الدور المحوري للثقافة والفنون، لهما كل الحق في توحيد مؤهلاتهما وطموحاتهما للعمل أكثر وأفضل معًا اليوم وغدًا”. وأضاف أن هذه الشراكة تتمتع بطابع شامل وطوعي، وتعكس تطورًا إيجابيًا في التعاون بين مختلف الفاعلين الثقافيين في المنطقة، بدءًا من السلطة التنفيذية وصولًا إلى المجتمع المدني.
وحول حضور نحو 1500 شخص في الملتقى، اعتبر أزولاي أن هذا العدد الكبير يعكس اهتمامًا كبيرًا ورغبة حقيقية من المجتمع المحلي في تعزيز التعاون بين تطوان والصويرة. وأشار إلى أن هذه الشراكة تأتي في وقت يتزايد فيه خطر الانغلاق والتطرف في العديد من الأماكن حول العالم، وأن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل تقديم نموذج يعكس القيم الإنسانية من تسامح وعيش مشترك.
إحياء التراث وتعزيز الهوية المشتركة في المغرب
يهدف هذا التعاون إلى إعادة تثمين المحطة الطرقية القديمة (الأزهر) بمدينة تطوان عبر إنشاء جامعة مشتركة لعلوم الثقافة والتراث بين المدينتين، مما يعكس رغبة صادقة في الحفاظ على التراث المادي واللامادي للمغرب. وقال أزولاي: “باختيارنا إبراز الرغبة في جعل تنوع روحانياتنا وتقاليدنا الثقافية محركًا رئيسيًا لحداثتنا الاجتماعية، نرسل رسالة قوية عن ريادة المغرب في محافل الأمم”.
الملتقى الذي نظمته جماعة تطوان وجماعة الصويرة وجامعة عبد المالك السعدي وجمعية الصويرة موكادور، بالإضافة إلى المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الثقافة والقانون العبري (بيت الذاكرة)، سلط الضوء على الدور الريادي الذي لعبته المدينتان في حفظ التراث الثقافي والتاريخي. وتعد المدينتان مثالًا حيًا على تلاقح الثقافات والعيش المشترك بين مختلف الأطياف الحضارية في المغرب، وهو ما يجسد التنوع الثقافي للمغرب ويعكس تاريخه العريق.
تكريم وتقدير لدور أزولاي في تعزيز الثقافة المغربية
وقد شهد الملتقى تكريمًا خاصًا لأندري أزولاي، تقديرًا لدوره البارز في دعم المبادرات الثقافية التي تعكس الهوية المغربية المتنوعة، بالإضافة إلى مساهمته في تعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك. وقد لاقت هذه اللفتة إعجاب الحضور الذين أشادوا بمجهودات أزولاي في تعزيز العلاقات الثقافية بين المغرب والعالم، وفي تطوير الشراكات الثقافية التي تبرز التنوع والتعددية الثقافية.
نحو آفاق جديدة للتعاون الثقافي في المغرب
الملتقى اختتم بتوقيع بروتوكول اتفاق بين الأطراف المعنية لإحداث جامعة “علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة”، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين المدينتين في المغرب. كما سيسهم هذا المشروع في إعادة تثمين التراث الثقافي، مع التركيز على تفعيل البرامج الأكاديمية التي تعنى بدراسة التراث الثقافي والفني للمغرب، وهو ما سيشكل إضافة نوعية للبحث العلمي في هذا المجال.
بإطلاق هذه المبادرة، تُعزز تطوان والصويرة علاقاتهما الثقافية، وتفتحان آفاقًا جديدة للجيل الجديد في مجال الثقافة والفنون. وبذلك، تواصل المدينتان طريقهما نحو تعزيز الهوية المغربية الفريدة التي تستند إلى التنوع الثقافي والتاريخي العريق، مؤكدة على أن الثقافة هي جسر التواصل بين الأجيال والشعوب، وأن المغرب يبقى دائمًا نموذجًا للتسامح والانفتاح في عالمنا المعاصر.