تعاون أمني مغربي-إسباني: شراكة استراتيجية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف

الوطن24/ الرباط
في خطوة تعكس عمق التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، يوم الأربعاء 15 يناير 2025، المفوض العام للاستعلامات الإسبانية، السيد خافيير أنطونيو سوزين بيرسيرو، في زيارة رسمية هي الأولى له بعد تعيينه في منصبه الجديد. اللقاء الذي جمع المسؤولين الأمنيين في الرباط تميز بمباحثات هامة حول تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وهو ما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها المنطقة والعالم.
شراكة أمنية متينة بين المغرب وإسبانيا
تأتي زيارة المفوض العام للاستعلامات الإسباني إلى المغرب في وقت حاسم، حيث اختار هذا الأخير المملكة كأول وجهة دولية له، في خطوة تدل على مدى الأهمية التي يوليها الأمن الإسباني للتعاون مع المغرب في مواجهة التهديدات الإرهابية. في هذا السياق، أكد الطرفان على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الشبكات الإرهابية، لا سيما تلك التي تنشط في مناطق التوتر مثل الساحل والصحراء.
في حديثه عن التعاون المشترك، أبرز عبد اللطيف حموشي الدور المحوري الذي تلعبه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في تقديم الدعم الأمني لإسبانيا، حيث أسهمت معلومات استخباراتية دقيقة في إحباط مخططات إرهابية كانت تهدد أمن إسبانيا. وقد أكد خافيير سوزين بيرسيرو بدوره، أن المغرب يعد شريكاً أساسياً في مجال مكافحة الإرهاب، مبرزاً أهمية المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والتي شكلت درعاً واقياً في العديد من العمليات الأمنية.
التحديات المستقبلية والتعاون في إطار كأس العالم 2030
من بين الموضوعات الهامة التي تم تداولها في هذا اللقاء هو التعاون الأمني الخاص بتنظيم كأس العالم 2030، الذي سيجمع بين ثلاث دول هي المغرب وإسبانيا والبرتغال. وأشار المسؤولان إلى ضرورة تكثيف التنسيق الأمني لضمان أمن البطولة، من خلال العمل المشترك على مستوى الاستخبارات الجنائية واستباق أي تهديدات قد تؤثر على الأمن العام خلال هذا الحدث الرياضي الكبير.
وقد تم التأكيد على أن التعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين سيتجاوز مجرد التعامل مع التهديدات الإرهابية، ليشمل أيضاً التعاون في مجال التصدي للجريمة المنظمة، وتبادل الخبرات في مجالات متعددة مثل التحقيقات الجنائية والأمن السيبراني.
نموذج أمني مغربي رائد في مكافحة الإرهاب
من خلال هذه المباحثات، يتضح أن الشراكة بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب تتسم بالعمق والفعالية، وهو ما يبرز المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها المملكة في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد أصبح النموذج الأمني المغربي مرجعاً في مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث يولي المغرب اهتماماً خاصاً لمواجهة هذه الظواهر عبر تبني استراتيجيات وقائية شاملة تعتمد على الاستخبارات، والتحليل الأمني، والتعاون الدولي.

في السياق ذاته، يمكن ملاحظة أن تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا يسهم في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة التي يواجهها البلدان، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. فالتهديدات الإرهابية أصبحت أكثر تعقيداً وانتشاراً، مما يستدعي تعاوناً أكبر بين الدول لمواجهتها بشكل فعال.
آفاق التعاون المستقبلي بين المغرب وإسبانيا
تعتبر هذه الزيارة خطوة هامة في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ويُنتظر أن تفتح آفاقاً جديدة لمزيد من التنسيق المشترك في مختلف المجالات الأمنية. فقد أظهر اللقاء توافقاً تاماً بين الجانبين حول ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وكذلك ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة الأوروبية-المغاربية.
إن التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا لا يعد مجرد تعاون ثنائي بين جارين، بل يشكل نموذجاً للتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة. وبالنظر إلى تطورات الأوضاع الأمنية العالمية، فإن هذه الشراكة ستستمر في اللعب دوراً محورياً في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما سيعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.
خلاصة القول:
زيارة المفوض العام للاستعلامات الإسبانية إلى المغرب تؤكد على قوة العلاقة بين البلدين في مجال الأمن، وتعكس التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وعلى الرغم من التحديات المتزايدة في الساحة الدولية، فإن الشراكة بين المغرب وإسبانيا تعتبر حجر الزاوية لمستقبل أمني أكثر استقراراً في المنطقة.