ثورة في سوق الأسماك بالمغرب: شاب مغربي يتحدى الاحتكار ويخفض الأسعار.

الوطن 24/ خاص
في خطوة جريئة أثارت جدلاً واسعًا في مدينة مراكش بالمغرب، أقدم شاب يُدعى عبد الإله، والمعروف بلقب “عبدو المراكشي”، على إحداث ثورة حقيقية في سوق الأسماك من خلال عرض منتجاته بأسعار منخفضة غير مسبوقة. فقد تمكن من تخفيض سعر السردين إلى 5 دراهم فقط للكيلوغرام، بعد أن كان يُباع في الأسواق المحلية بحوالي 30 درهمًا. هذه المبادرة غير التقليدية جعلته محط أنظار المواطنين والتجار على حد سواء.
يؤكد عبد الإله أن هدفه الأساسي هو محاربة الاحتكار وتقديم الأسماك بأسعار معقولة للمستهلكين في المغرب، وذلك من خلال شرائها مباشرة من الموانئ دون الحاجة إلى وسطاء. ويرى أن هذه الاستراتيجية تمكنه من توفير منتجات ذات جودة عالية بأثمان في متناول الجميع، ما جعله يلقى دعمًا واسعًا من المواطنين الذين رحبوا بهذه الخطوة واعتبروها بادرة إيجابية نحو التصدي لارتفاع الأسعار.

غير أن هذا النهج لم يكن محل ترحيب من قبل بعض تجار السمك الذين اعتبروا أن هذه الخطوة قد تؤثر على تجارتهم. بعضهم لجأ إلى انتقاد هذه السياسة، بينما يرى آخرون أنها قد تدفع إلى إعادة النظر في طرق التوزيع والأسعار المعتمدة، مما قد يعود بالنفع على السوق ككل.
ولم تقتصر تداعيات هذه المبادرة على سوق الأسماك في المغرب فحسب، بل أثارت نقاشات واسعة حول إمكانية تعميم مثل هذه المبادرات على أسواق أخرى، مثل الخضروات، اللحوم، الدواجن، والبيض، في ظل موجة غلاء ترهق كاهل المواطنين. حيث يرى العديد من المستهلكين أن ارتفاع الأسعار في هذه القطاعات يرجع بالأساس إلى الوسطاء والمضاربين الذين يتحكمون في الأسواق.

يبدو أن مبادرة عبد الإله قد فتحت الباب أمام نقاش مجتمعي أوسع في المغرب حول ضرورة مراجعة آليات التسعير ودور الوسطاء في تحديد الأسعار. كما أنها تعكس طموح الشباب المغربي في إحداث تغييرات إيجابية من شأنها تحسين القدرة الشرائية للمواطنين ومحاربة جشع بعض المتحكمين في الأسواق.
في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال المطروح: هل ستلقى هذه المبادرة صدى أوسع في الأسواق المغربية؟ وهل ستشكل بداية لموجة جديدة من الإصلاحات في قطاع البيع بالتجزئة؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.