جدل في المغرب حول تأسيس مدير ميناء طنجة المتوسط لشركة استشارية بإسبانيا.

الوطن 24/ خاص
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في المغرب، كشفت وسائل إعلام إسبانية عن قيام حسن عبقري، المدير العام لميناء طنجة المتوسط، بتأسيس شركة خاصة في مدينة فالنسيا الإسبانية تحت اسم “New Port Consulting 2024”، وذلك لتقديم خدمات استشارية في مجال إدارة الموانئ، إلى جانب أنشطة استثمارية في العقارات.
وحسب التقارير الإعلامية، فقد تم تسجيل الشركة في 13 يناير 2024 برأسمال رمزي قدره يورو واحد، وهي مملوكة بالكامل لعبقري. هذا الأمر أثار تساؤلات حول احتمال تضارب المصالح، خاصة أن عبقري يشرف على واحد من أهم الموانئ الإفريقية والمتوسطية، والذي يعد منافسًا مباشرًا للموانئ الأوروبية، بما فيها الموانئ الإسبانية.
اتهامات باستغلال المنصب ونفي رسمي
أثار هذا الكشف مخاوف من احتمال استغلال المنصب لتحقيق مكاسب شخصية، أو حتى تمرير معلومات استراتيجية حول نشاط الموانئ المغربية لمصلحة جهات أجنبية. ورغم عدم صدور تعليق رسمي من عبقري نفسه، فقد نفت مصادر مقربة من إدارة ميناء طنجة المتوسط صحة هذه المزاعم، معتبرةً أنها مجرد حملة إعلامية مغرضة تهدف إلى التشويش على النجاحات التي يحققها الميناء المغربي.
ميناء طنجة المتوسط: إنجازات تهدد المصالح الأوروبية؟
يعد ميناء طنجة المتوسط من بين أهم المشاريع الاستراتيجية في المغرب، حيث سجل في عام 2023 رقماً قياسياً بمعالجة 8.61 مليون حاوية، ما جعله يحتل المرتبة 19 عالميًا في حركة الحاويات، والمركز الرابع عالميًا في مؤشر أداء موانئ الحاويات (CPPI) لنفس العام. هذا النجاح المتصاعد أثار مخاوف بعض الموانئ الأوروبية، التي قد ترى في الميناء المغربي منافسًا شرسًا يؤثر على حصتها من حركة الملاحة الدولية.
التحقيقات والتداعيات المحتملة
في ظل هذه الضجة، يترقب الرأي العام المغربي أي توضيحات رسمية من الجهات المعنية، خاصة أن مثل هذه القضايا قد تؤثر على سمعة قطاع الموانئ المغربي، الذي يمثل إحدى ركائز الاقتصاد الوطني. كما أن هذه القضية قد تفتح الباب أمام تحقيقات داخلية للتأكد من مدى التزام المسؤولين في القطاع العام بقواعد الشفافية وتجنب تضارب المصالح.
ويبقى السؤال الأهم: هل هي مجرد حملة إعلامية لتشويه سمعة ميناء طنجة المتوسط، أم أن هناك فعلاً قضية تستدعي المساءلة؟