حادث مأساوي في مستشفى مريرت يعيد الجدل حول استغلال أعوان الحراسة الخاصة في المغرب.

الوطن24/ عبد الجبار الحرشي
شهد مستشفى مدينة مريرت، بإقليم خنيفرة في المغرب، حادثاً مأساوياً تعرض له حارس أمن خاص (ن.ح)، حيث فقِدت إحدى عينيه نتيجة انفجار قنينة أوكسجين أثناء تركيبها في قسم المستعجلات. الحادث، الذي يعكس واقع استغلال أعوان الحراسة الخاصة في مهام تتجاوز اختصاصاتهم القانونية، أثار موجة غضب واسعة بين الأوساط المهنية والنقابية.
ووفق ما أفادت به النقابة الوطنية لأعوان الحراسة والنظافة والطبخ، فإن الحارس أصيب بجروح خطيرة في الوجه، أدت إلى فقء إحدى عينيه، مع تهديد الأخرى بفقدان البصر. وقد تم نقله إلى مستشفى بفاس لتلقي العلاج اللازم. النقابة أكدت أن إدارة المستشفى تلزم حراس الأمن بمهام تقنية مثل تركيب قنينات الأوكسجين، على الرغم من أن هذه المهام تتطلب تأهيلاً خاصاً لا يتوفر لدى أعوان الحراسة.
من جانبه، أعرب مشغل الحارس (رب الشركة المناولة) عن استنكاره لقيام الأخير بهذه المهمة الخطرة، مشيراً إلى أن إدارة المستشفى تفرض هذا النوع من الإجراءات على حراس الأمن. ويبرز هذا الحادث مشكلة مزمنة تتمثل في تكليف أعوان الحراسة الخاصة في المغرب بمهام تتجاوز عملهم المحدد بحماية الممتلكات والأشخاص.
الحادث أثار ردود فعل غاضبة في صفوف النقابات التي دعت إلى فتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة الأطراف المتورطة. كما شددت على ضرورة مراجعة عقود العمل المبرمة مع شركات الحراسة الخاصة لضمان تحديد واضح ودقيق للمهام، وتوفير بيئة عمل آمنة تحمي الأعوان من المخاطر غير المبررة.
يأتي هذا الحادث ليعيد إلى الواجهة معاناة أعوان الحراسة الخاصة في المغرب، الذين يشتكون من ظروف عمل قاسية واستغلال يهدد سلامتهم وكرامتهم المهنية. المجتمع المدني والنقابات يؤكدون أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حازمة لضمان احترام التشريعات وحماية حقوق هذه الفئة من العمال.
هذا الحادث المأساوي في مريرت ليس مجرد حادث عرضي، بل هو مؤشر على الحاجة الماسة لإصلاحات عميقة تعيد النظر في طريقة تشغيل أعوان الحراسة الخاصة بالمغرب، مع ضمان حقوقهم وسلامتهم في جميع القطاعات.