خالد السفياني… ذو الوجهين قال إن ما يجمعه بالإسلاميين أكبر من سوريا واليوم يهنئ الأسد

الوطن 24/ بقلم: ذ. إدريس عدار

نقلت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل اليوم (14/06/21) وفداً من المؤتمر القومي الإسلامي يضم رؤساء أحزابٍ ونواباً وشخصياتٍ سياسيةٍ ونقابيةٍ من عددٍ من الدول العربية والإسلامية.

أثارتني الصورة التي تداولتها وسائل الإعلام. صورة بعد اقتطاعها تبين خالد السفياني وهو يتحدث إلى الأسد.

صورة لا يمكن أن تمر دون تعليق..

ولم أجد تعليقا أحسن من “ذو الوجهين” للتعبير عن هذا المشهد.. الأسد في مكانه وموقعه ومن الطبيعي أن يستقبل ضيوف البلاد خصوصا إذا كان العنوان هو المؤتمر القومي الإسلامي، لكن وجود السفياني في المكان يثير كثيرا من الاستفهامات…

غير أن هذا لا يعني أننا نعطي للسفياني أكثر من قيمته، وهو ليس مجهولا لدى القوم، ولكن بما أنه ينسق أعمال المؤتمر القومي الإسلامي فإنه كان بالقرب من الأسد.

ما زلنا في إطار الحديث عن “قوميون في المشرق وهابيون في المغرب”.

ما معنى أن تزور الأسد لتهنئته بإعادة انتخابه رئيسا وأنت حليف لدعاة إسقاطه مشرقا ومغربا؟

يوم 26 دجنبر 2020 شارك خالد السفياني، بصفته منسق المؤتمر القومي، وأحمد ويحمان، بصفته رئيسا للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إلى جانب امحمد الطلابي، القيادي في التوحيد والإصلاح أحد أبرز خصوم محور المقاومة بل أحد أشد الإسلاميين تكفيرا لمكونات المحور، في مهرجان حول التطبيع، من تنظيم الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين (https://www.msf-online.com/?p=962626).

هذا الاتحاد كان يترأسه يوسف القرضاوي، الذي لم يدع فقط إلى إسقاط بشار الأسد ولكن أفتى بضرورة إزاحته بأية وسيلة، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بأمريكا ومصادقة “إسرائيل”.

يوم 29 مارس 2013 وفي برنامج الشريعة والحياة، الذي تبثه قناة الجزيرة أباح يوسف القرضاوي “قتل الحكام الذين يقومون باستخدام السلاح في قتل شعوبها ومثل ذلك الرئيس السوري بشار الاسد الذي يستخدم السلاح في قمع شعبه ويقوم بذبحهم وتدمير البلاد، وكذلك رئيس وزراء العراق نور المالكي اسوة بما يفعل من قتل داخل الشعب العراقي”.

ودعا في السنة ذاتها “كل قادر على الجهاد والقتال للتوجه إلى سوريا للوقوف إلى جانب الشعب السوري المظلوم الذي يقتل منذ سنتين على أيدي النظام.. ويقتل حاليا على يد مليشيات ما أطلق عليه (حزب الشيطان) أو (حزب اللات)، التعبير الذي يردده حلفاء السفياني وويحمان.

ويترأسه اليوم أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، الذي لم يترك فرصة للمطالبة بالإطاحة بالرئيس الأسد.

لما سئل الريسوني عن موقفه من التدخل الروسي في سوريا سنة 2015 قال “بشار الأسد لم يبق له من الأمر شيء، فلا هو وافقَ ولا طُلبت موافقته أصلا. بل هو نفسه الآن إنما ينفذ أو يساعد في التنفيذ للخطط والتوجيهات الروسية والإيرانية.  نعم هو بدون شك مرحب وفرح بكل من يتدخل لقتل السوريين الذين كرهوه ورفضوه، وبكل من ينقذه ويمكنه من البقاء على قيد الحياة سياسيا وشخصيا”( www.msf-online.com/?p=5409).

أما في المغرب فأهم حلفاء السفياني هم العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح. وهو نفسه أكد ذلك فقد قال في وقت سابق، في تصريح للصحافة المغربية، بأن ما يجمعه بالإسلاميين (يقصد العدالة والتنمية والعدل والاحسان) أكبر من سوريا (الأسبوع الصحفي الصادر يوم 13 أكتوبر 2013). ولقد رصدناهم في وقت سابق يحاولون التخلص من عشر سنوات من التآمر، لكن للأسف الشديد فقد ظل الحاضر الدائم في كل لقاءاتهم هو عزيز هناوي، الذي يشغل نائب رئيس المرصد، يعتبر من أشد أعضاء التنظيم الوهابي السروري المغربي الذي يمثله تنظيم التوحيد والاصلاح الذي لا زال يمثل الحليف الاستراتيجي للسفياني، مطالبة بإسقاط الأسد..فماذا بوسعي السفياني أن يقول للرئيس السوري اليوم؟

نحن نريد أن نعرف ماذا قدم السفياني لسوريا طوال عشر سنوات؟ لماذا لم ينظم ولو وقفة واحدة في هذا السياق؟ بل حرّض ضد مبادرات تضامنية خارج الدكاكين المحسوبة عليهم؟

وكنا منذ البداية نعرف أنهم سيغيرون خطابهم، كلما اقتربت الانتصارات، وهذا دليل على رصدنا لهم، بل كنا نراقبهم حتى في الشارع العام، ومن مكتبي أنظر إلى الثلاثي، السفياني وويحمان وعزيز هناوي يسيرون يوميا في الشارع العام في اتجاه واحد بشكل شبه يومي، وما زال هذا الأمر مستمرا إلى يوم الناس هذا، في دليل على أن التحالف بين الطرفين متواصل إلى حد الساعة.

عزيز هناوي هو دينامو المطالبة بإسقاط الدولة في سوريا، في عشرات الخرجات بشوارع الرباط، ففي 16 نونبر 2011 نظمت المبادرة المغربية للنصرة، التابعة للتوحيد والإصلاح، وقفة بالرباط و”استنكر عزيز الهناوي عن المبادرة المغربية للدعم والنصرة ما يقول عنه الفظائع التي يرتكبها بشار الأسد في حق الشعب السوري داعيا في تصريح الدولة المغربية والجامعة العربية إلى الاعتراف الصريح بالمجلس الوطني السوري والدفع في اتجاه توفير الحماية للشعب السوري ضد ما وصفها بآلة البطش التي تمعن في تقتيل السوريين الأبرياء العزل. ووجه الهناوي نداء إلى كافة الجهات خاصا بالذكر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى رفع الشرعية عن النظام السوري الذي ما يزال حسب المتحدث ينفذ جرائمه غير مكترث ولا آبه بالأصوات المنادية بإيقاف “حمام الدم” بسوريا” (www.hespress.com/66578-66578.html).

ولم نسمع في يوم من الأيام أن السفياني احتج على هؤلاء، بل إنه كان حاضرا عندما انبرى امحمد الهيلالي، القيادي في التوحيد والإصلاح، بسب السيد نصر الله، ولم ينبس بكلمة، قصارى جهده توارى عن الأنظار حتى لا تصوره الكاميرات، لكن بقي اللقاء والتحالف.

وكان متوقعا أن ينقلبوا، ولم يتحدثوا نهائيا عن سوريا، لكن أحاديثهم في الكواليس، كانت تسير في اتجاه الجماعة، حيث قال السفياني إنه اقترح مبادرة لحل المشكلة السورية غير أن العقبة الكبيرة هي الأسد. فالحلفاء الاستراتيجيون لهذا الرجل هم هم بنكيران والعثماني والمقريء أبو زيد وجماعة العدل والإحسان، ونعلم جيدا أن الجماعة المذكورة كانوا يقاطعون كل من يساند الأسد، فكيف احتضنوا السفياني بل تم تكريمه من قبل العدالة والتنمية واستضافوه في فريقهم البرلماني.

فحلفاء السفياني ليسوا فقط من يدعون إلى سقوط الأسد بل يسبونه، وكنا حاضرين في لقاء مفتوح وقام الهيلالي بسب الأسد ووصفه بالسفاح والمجرم أمام السفياني ولم يحرك ساكنا، وجاء الرد من جهة أخرى بينما استمر “القومي المزعوم” في مزاح الرجل التكفيري، الذي يتولى رئاسة مركز يصدر سنويا تقريرا يجرم محور المقاومة ويحرض ضده.

عندما قال السفياني إن ما يجمعه بالإسلاميين أكبر من سوريا، كان يعتقد أن الأسد سيسقط، وهذا دأب كثير من نظرائه في المشرق، وكتبنا منذ وقت طويل إن هؤلاء سينقلبون عندما يتأكدون من أن المؤامرة سوف تفشل، وهو ما كان…وآخر ما كتبناه عنهم سلسلة طويلة تحت عنوان “قوميون في المشرق وهابيون في المغرب” رصدنا ازدواجية الخطاب لديهم، ففي المشرق يقدمون أنفسهم كمساندين لمحور المقاومة، وفي المغرب يحرصون على العلاقة الاستراتيجية مع خصوم المحور وكل هذا رصدناه وهو متوفر.