دعوة لخلق صناعات مغربية في مجال السيارات: الطريق نحو القمة الصناعية

إن المغرب اليوم أمام فرصة ذهبية للانتقال من مجرد منصة لتجميع السيارات إلى دولة رائدة في تصنيعها، خاصة في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة. تشكل صناعة السيارات ميداناً حيوياً لتطوير الاقتصاد، وخلق فرص عمل، وتعزيز موقع الدولة في الأسواق العالمية. ومن هذا المنطلق، فإن إنشاء شركات مغربية متخصصة في صناعة السيارات، سواء الكهربائية أو الهجينة أو العادية، يعد مشروعاً استراتيجياً يمكن أن يغير وجه الصناعة الوطنية.

يجب أن تستثمر الدولة في تأسيس شركات مغربية بملكية وطنية كاملة، مع التركيز على تطوير تكنولوجيا تصنيع السيارات بدلاً من الاعتماد فقط على التجميع. يمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي لتطوير مكونات السيارات محلياً، مثل المحركات، البطاريات، والأنظمة الإلكترونية.

تزايدت الحاجة إلى السيارات الكهربائية والهجينة في العالم، وهو ما يفتح أبواباً واسعة أمام المغرب للدخول في هذه السوق المتنامية. يجب على المغرب أن يتخذ خطوات جادة لإنشاء مصانع متخصصة في إنتاج البطاريات ومحطات الشحن الكهربائية، مما يعزز استقلاله التكنولوجي ويضعه في طليعة الدول المصنعة لهذه الفئة.

لا يمكن أن تزدهر صناعة السيارات دون وجود قاعدة قوية للصناعات المغذية، مثل صناعة الأسلاك، الأجزاء البلاستيكية، والزجاج. لذا، من الضروري إنشاء مصانع متخصصة في هذه المجالات لتلبية احتياجات السوق الوطنية وتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية.

يتطلب النجاح في هذا القطاع إعداد جيل من المهندسين والتقنيين ذوي الكفاءة العالية. يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء معاهد تقنية متخصصة وتقديم منح دراسية في مجالات الهندسة الصناعية والتكنولوجيا الحديثة، مع تشجيع الشباب على الانخراط في هذه القطاعات الواعدة.

لتحقيق التميز في صناعة السيارات، يمكن للمغرب أن يبرم شراكات استراتيجية مع شركات عالمية متخصصة، مع التركيز على نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات. هذه الشراكات ستساعد في رفع مستوى الكفاءة وتعزيز الابتكار.

إن التحول إلى قوة صناعية في مجال السيارات ليس خياراً بل ضرورة لمواكبة التطورات العالمية. بإمكان المغرب، من خلال رؤية استراتيجية واضحة، أن يتحول إلى لاعب رئيسي في هذه الصناعة، مما يعزز مكانته الاقتصادية، ويوفر فرص عمل، ويرسخ استقلاله التكنولوجي.