“رمضانيات طنجة الكبرى”… نجاح باهر يكرس طنجة عاصمة للثقافة والفن في المغرب.

الوطن24/ كاظم بوطيب
في أمسية ستظل محفورة في ذاكرة الطنجاويين، أسدل الستار، مساء السبت 22 مارس 2025، على فعاليات النسخة الرابعة من برنامج “رمضانيات طنجة الكبرى”، الذي احتضنه قصر الفنون بمدينة طنجة بالمغرب، وسط حضور جماهيري فاق التوقعات، ليؤكد نجاح هذه التظاهرة التي تحولت إلى موعد سنوي لا غنى عنه ضمن الفعاليات الثقافية في المملكة.

احتفاء بالفن الأصيل المغربي
شهد الحفل الختامي ليلة موسيقية مميزة، أحياها المايسترو أحمد العروسي رفقة مجموعة محمد المرابط، حيث قدمت وصلات موسيقية راقية جمعت بين فن المديح والسماع والموسيقى الأندلسية والتراث المغربي الأصيل، وسط تفاعل كبير من الحاضرين الذين ساهموا بأصواتهم في صنع أجواء روحانية فريدة تعكس الهوية الفنية المغربية.

تكريم قامات فنية وجمعوية في المغرب
ولم يكن الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان أيضًا مناسبة للاعتراف بمن قدموا خدمات جليلة للفن والمجتمع في المغرب، حيث تم تكريم شيخ الموسيقى الأندلسية أحمد الزيتوني، الذي كاد يلفه النسيان، ليحظى أخيرًا بتقدير مستحق وسط تصفيقات الجمهور المغربي. كما تم تكريم الفنان نبيل العرفاوي، أحد أبرز الأسماء في الموسيقى الأندلسية، والذي قدم شهادة مؤثرة في حق المحتفى به الزيتوني، مؤكدًا دوره في تكوين أجيال من الموسيقيين داخل المغرب.
وفي بادرة تعكس البعد الاجتماعي والإنساني للبرنامج، تم تكريم الناشط الجمعوي عبد الحفيظ شنكاو، تقديرًا لجهوده في خدمة المجتمع الطنجي والمغربي، خاصة في منطقة بني مكادة. واستغل شنكاو الفرصة للإشادة بعبد الواحد اعزيبو، المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة، وعبد الواحد بولعيش، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى، على جهودهما في دعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية في المغرب، ومنها إرسال مساعدات لضحايا زلزال الحوز واستضافة أكثر من 120 طفلًا منهم في مخيم صيفي بمدينة طنجة.

ختام بطعم النجاح والتحديات المقبلة في المغرب
وفي كلمته، عبر عبد الواحد بولعيش عن شكره لفريق العمل الذي لم يدخر جهدًا في إنجاح التظاهرة، مشيرًا إلى أن التحضيرات استمرت شهراً كاملاً من العمل المتواصل والتفاني. كما قدمت خلية العمل بالمناسبة هدية رمزية لبولعيش، تسلمها نيابة عنهم الإعلامي عبد الحق بخات.
ومع اختتام “رمضانيات طنجة الكبرى”، لم تنتهِ أنشطة مؤسسة طنجة الكبرى، حيث يستعد القائمون عليها لإطلاق النسخة الرابعة من “مهرجان صيف طنجة الدولي”، الذي أصبح بدوره محطة بارزة في المشهد الثقافي بالمغرب، تأكيدًا على الدور الريادي لمدينة طنجة كمركز للفن والثقافة في المملكة.
