ريال مدريد بين الواقع والحلم: هل يفرّط فينيسيوس ورودريغو من أجل مبابي؟

الوطن24/ مدريد
تعيش أروقة “سانتياغو بيرنابيو” حالة ترقب وتساؤلات، بعد التقارير المثيرة التي أطلقها الصحفي الإسباني فرانسوا جالاردو، والتي تفيد باقتراب الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو غوس من مغادرة ريال مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية. وفي قلب هذه العاصفة، يبرز اسم واحد كعامل مفصلي في هذه المعادلة: كيليان مبابي.
وفقاً للتسريبات، فإن إدارة ريال مدريد، وبالتنسيق مع المدرب المنتظر تشابي ألونسو، تفكر في إحداث تحول جذري في هوية الفريق الهجومية، وهو ما قد يتطلب التضحية بأسماء لطالما كانت ضمن الثوابت في مشروع النادي خلال السنوات الأخيرة. رودريغو بات قريباً من الخروج في ظل تفضيل الجهاز الفني المستقبلي للاعبين مثل أردا غولر وبراهيم دياز، فيما تُطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل فينيسيوس، خاصة إذا ما تم تثبيت مبابي في مركز الجناح الأيسر، الذي يتقنه فينيسيوس بدوره.
منطق رياضي أم ضرورات تجارية؟
إذا كان فينيسيوس قد أثبت نفسه كأحد أكثر اللاعبين تأثيراً منذ رحيل كريستيانو رونالدو، فإن التعاقد مع مبابي يحمل بُعداً مزدوجاً: رياضياً وتسويقياً. مبابي ليس مجرد هداف من الطراز الرفيع، بل هو علامة تجارية عالمية قادرة على جذب عقود رعاية بملايين اليوروهات، ما يفسر استعداد الإدارة المدريدية لتقديم تنازلات مؤلمة في سبيل ضمه.
هل رؤية تشابي ألونسو وراء القرار؟
الحديث عن اقتراب تشابي ألونسو من قيادة الفريق الأول يعيد تشكيل ملامح المشروع الرياضي المقبل. ألونسو، الذي حقق نجاحات لافتة في ألمانيا، يُعرف بميوله إلى اللعب الجماعي والبناء المنهجي، وقد يفضّل لاعبين يتمتعون بالانضباط التكتيكي على حساب الأسماء اللامعة، وهو ما قد يفسر التوجه الجديد تجاه خط الهجوم.
مخاطر فنية لا يمكن تجاهلها
مع ذلك، لا يمكن إنكار أن التخلي عن فينيسيوس ورودريغو في توقيت متقارب، سيكون بمثابة مغامرة كبرى. فكلا اللاعبين لم يبلغا بعد أوج عطائهما، ويتمتعان بخبرة كبيرة في البطولات الكبرى. كما أن الانسجام الحاصل بينهما وبين عناصر الفريق، خاصة في الهجمات المرتدة والكرات القصيرة، لا يمكن تعويضه بسهولة.
بين الحفاظ على الهوية والسعي للمجد
ما بين تطلعات إدارة ريال مدريد في تجديد المشروع الرياضي، والرغبة في دخول عهد جديد يقوده نجم عالمي بحجم مبابي، يبقى السؤال: هل التضحية بالثنائي البرازيلي هي الثمن الذي ينبغي دفعه؟ أم أن الفريق الملكي قادر على التوفيق بين طموحاته المستقبلية والمحافظة على عناصره الجوهرية؟
الأكيد أن القرار، أيًّا كان، سيكون له وقع كبير على جماهير النادي، التي لطالما رأت في فينيسيوس ورودريغو رمزين لصعود جيل جديد من المجد المدريدي.
الأيام المقبلة قد تحمل الجواب، لكن الحاضر يفرض طرح سؤال جوهري: هل تتقدّم الصفقات على حساب الانتماء؟ وهل يتحوّل الولاء الرياضي إلى ضريبة نجاح مؤسساتي؟
