سؤال في الدين والعلمانية ..
الوطن24/ بقلم: سليمان الهواري.
هي الأسئلة الأسئلة الحارقة التي يواجهها كل باحث عن الحقيقة دون الاستسلام للمسلمات القبلية وإعادة بنائها لعلها تكون أكثر رسوخا وتجذرا ..
السؤال الصحيح بقدر ما يخلق من القلق لكنه ينتج عوالم معرفية لذيذة لذة المغامرة باعتناق مدياته المجهولة وكل ما يحفها من خطر الصعق المقدس والتهم الملفوفة في أحاديث الصفاء الاعتقادي التام الموهوم وزيف امتلاك الخقيقة تدينا او مخالفة للدين فكلاهما سواء في مسألة خطورة الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة .. ولأن السؤال الحارق ولّاد ويغري بالإكتشاف .. سنلج مجموعة أسئلة بغية استفزاز ذواتنا العارفة از على الأقل هي تدعي ذلك ..
هل إنكار الدين شرط للتحضر والتمدن ؟ .. هل الإلحاد شرط للعلمانية ؟ .. هل المجتمعات الغربية حقا مجتمعات لادينية رغم أنها حسمت علمانيتها بالفصل بين الدولة والدين وإبعاد الكنيسة إلى داخل أسوار معابدها بينما بقي الدين في الصدور مسألة شخصية بينها وبين الحياة العامة مسافة احترام وتقدير لمعتقد الآخر اثباتا ونفيا ؟ ..
وهل طريق العلمانية طريق سيار واحد لا يحيد عن النموذج الغربي فقط .. أم أن لكل شعوب وخصوصياتها الكبرى التي تصنع من خلالها نموذج الإنسان الذي يمتلك خزانا معنويا لمنظومة القيم فيما هي جلالة الإنسان وقدسيته وفي علاقة هذا الإنسان بذاته كفرد قادر على التموقف من سؤال الدين والحياة دون الإخلال بنسقه الإجتماعي ؟ ..
هل نحن قادرين كمسلمين أن ننتج علمانيتنا بما يحقق حريتنا كاملة ودون أن ننسلخ عن رموزنا التراثية والثقافية ؟ ..
أليس السؤال في الثقافة وهي مقدمة تجديد الحياة في بنيات العقل قبل أن تكون حياة في حركة الواقع ؟ .. كيف ندخل زمننا التنويري والنهضوي ؟ ..
الننظر الى اليابانيين مثلا ، هل هم شعب علماني أم هم شعب متدين ، هل يعيشون مأزق التمزق بين العلمانية و التدين أم هم شعب متصالح مع نفسه ونسقه التاريخي وقد تجاوز هذه الاسئلة لينفتح على سؤال دائرة السعاد الممكنة للفرد والمجتمع ؟ ..
أي نموذج إنساني ممكن نحن قادرين على تقديمه كنموذج لهذه الانسانية بعيدا عن الاشكالات النكدة والمفتعلة والتي لن تزيدنا إلا تخلفا وبعدا عن الحياة وعن العالم ..
لماذا يرهبنا خوض السؤال في المقدس ولماذا نهرب من نقاش كثير من المفاهيم والمسلمات دون ان نواجهها او نعرفها حقا من مثيل العلمانية التي تجلب القفزة والخوف عن الكثيرين بما راكموا من خوف في عقولها اتجاه اي اشتغال للعقل مخافة الكفر ..
شعوب لا تسائل نفسها وليست مستعدة للانفتاح على اسئلة جديدة في زمنها المتجدد كل حين هي شعوب لن تغادر الماضي وستعيد صياغة مشاكله فقط ولو بلغة حديثة ..
فهل نحن شعوب محكومة قدريا ان يعيش فينا التاريخ ونعيش نحن فيه غافلين عن الحياة الحقيقية الآن وهنا ؟؟
مصيبتنا نحن الغائبون عن الزمن أننا لا نكف عن الحديث عن واجب الشهود والشهادة .. نحن الغائبون !!