سردين بـ5 دراهم في مراكش… معجزة بحرية أم مهزلة اقتصادية في المغرب؟!

في الوقت الذي يئن فيه المواطن المغربي تحت وطأة غلاء الأسعار، انفجرت قنبلة اقتصادية من قلب مراكش: السردين بـ5 دراهم للكيلوغرام! خبر انتشر كالنار في الهشيم، محوّلاً الأسواق إلى مسرح لدهشة جماعية، وتساؤلات صادمة: هل نحن أمام طفرة بحرية مفاجئة أم أن هناك لغزًا اقتصاديًا يفضح اختلالات السوق في المغرب؟

في ظل الصدمة التي خلفها هذا السعر غير المسبوق، لم يصدر أي توضيح رسمي من الجهات المعنية في المغرب. هل هو قرار حكومي لخفض الأسعار؟ هل هناك وفرة غير مسبوقة في الإنتاج؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه لعبة تجارية هدفها إعادة ضبط السوق؟ الصمت الرسمي يثير الريبة، خصوصًا أن هذه المفاجأة تأتي في وقت يعرف فيه سوق السمك بالمغرب اضطرابات سعرية غير مفهومة.

المفارقة الأكبر أن هذا السعر القياسي ظهر في مدينة بعيدة عن البحر، بينما لا يزال المواطن في مدن ساحلية مغربية مثل أكادير والدار البيضاء يدفع ضعف هذا المبلغ أو أكثر. كيف يمكن تفسير هذه المعادلة العكسية؟ هل نحن أمام فضيحة جديدة في تدبير سلاسل التوزيع أم أن الأمر مجرد صدفة ظرفية؟

ما حدث في مراكش يطرح أسئلة تتجاوز السردين: لماذا يبقى السوق المغربي رهينة المضاربات؟ ولماذا لا تتدخل الدولة لضبط الأسعار وحماية القدرة الشرائية؟ المواطن المغربي لم يعد يطلب دعماً، بل فقط تفسيراً لما يحدث. فإذا كان السردين، الذي كان يُعرف بأنه “سمك الفقراء”، قد وصل إلى مرحلة الغموض السعري، فماذا عن بقية المواد الأساسية؟