سعيد الناصري يثير جدلًا في المغرب: منع فيلمه أم ترويج بأسلوب مثير؟

الوطن24/ خاص
عاد اسم الفنان والمخرج المغربي سعيد الناصري إلى الواجهة، لكن هذه المرة ليس بسبب نجاح فني جديد، بل بسبب تصريحات مثيرة حول منع فيلمه الأخير. وبينما يرى البعض أن الناصري قد تعرض لظلم حقيقي في مسار عرض فيلمه، يعتقد آخرون أن القضية ليست سوى محاولة للتغطية على ما اعتبروه عملًا فقيرًا من الناحية الفنية والإنتاجية.
في تصريحاته الأخيرة، أشار الناصري إلى أن فيلمه واجه “تضييقًا” حال دون عرضه بشكل طبيعي، ملمحًا إلى وجود أطراف تعمل على إفشال مساعيه الفنية. هذه التصريحات أثارت موجة من التساؤلات حول حقيقة المنع وأسبابه. في المقابل، وجهت أصوات نقدية أصابع الاتهام إلى الناصري، معتبرة أن إثارة موضوع “المنع” كان مجرد وسيلة لإشعال النقاش حول الفيلم الذي وصفه النقاد بأنه يفتقر إلى الجودة الفنية والإبداع.
من جهة أخرى، يثير الجدل تساؤلات أعمق حول استخدام مثل هذه التصريحات كأداة للترويج الفني. فالجمهور المغربي، الذي يبحث عن سينما تعكس تطلعاته الثقافية والاجتماعية، بات يعبر عن استيائه من أساليب تعتمد على “الإثارة الإعلامية” بدلًا من تقديم محتوى سينمائي ذي قيمة.
النقاد بدورهم لم يتوانوا عن توجيه انتقادات حادة للناصري، مشيرين إلى أن السينما المغربية تعيش مرحلة تحتاج إلى تطوير المحتوى والأداء الفني، بعيدًا عن محاولات التسويق المثيرة للجدل. وأكدوا أن الحل الأمثل للفنانين هو تقديم أعمال قادرة على فرض نفسها بقيمتها، وليس عبر إثارة قضايا تشوش على الجمهور.
يبقى السؤال المطروح: هل فعلاً تعرض الناصري للمنع؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه استراتيجية تسويقية لجذب الاهتمام؟ في انتظار الإجابة، يبدو أن القضية فتحت نقاشًا مهمًا حول مسؤولية الفنانين تجاه الجمهور ومدى تأثير الإثارة الإعلامية على جودة الأعمال السينمائية في المغرب.
إنه بصرف النظر حول قضية المنع وخلفياتها التسويقية وتداعياتها أو ما تعلق بالمضمون ومدى التحقق الفني للمنتوج السينمائي فإن الأمر يتعلق بالإنتاج السينمائي بصفة عامة بين الرفض والقبول، وما هو الهامش الفني الذي يتحرك في داءرته عموم الفنانين المغاربة؟ وقضية الشكل الفني وجوهر الرسائل التي تقدمها تلك العروض بين الابتذال والرداءة والبعد الفني والثقافي الكامن في المنتوج السينمائي؟ وما الذوق الفني الذي يشكل أفق توقع المتلقي؟ ولأي جمهور يكون الإنتاج؟
أسئلة كثيرة قديمة جديدة تتطلب إعادة النظر في السياسة السينمائية وأسس الإبداع الفني ورهاناته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتسويقية، إذا اعتبرنا أن السينما تجسد قيمة بلد كالمغرب وتعكس تاريخه وثقافته وتنوعه وثراءه الحضاري، فهل السينيما تحقق هاته الأبعاد أم أنها تقوم على اجترار السخافات المكبلة للإبداع الفني المنشود .