طــريـــــقـــــك نــحـــو الــتـــميــــز

الوطن 24/ بقلم: الكوتش والمدرب خالد المانع
لا أحد يستطيع أن ينفي مدى التنافس على الوظائف والمناصب والأسواق في عالم اليوم، أمام سوق أصبحت تتطلب الكثير من المهارات والقدرات التي تحقق أعلى مستوى من المردودية وبأقل تكلفة، كما أن أصحاب المال والأعمال لن يعطوك من أموالهم إذا لم تكن تمتلك من القدرات والمهارات ما تجعلك متميزا بين نظرائك وتحقق الأرباح التي ينتظرونها منك. بمعنى أن قادة المؤسسات والشركات لديهم الوعي أن الرأسمال المادي لوحده لا يكفي بل يحتاجون للأفراد المتميزين، وأن تميز المؤسسات والشركات من تميز أفرادها.
والتميز الآن في عالم الوظائف والأعمال لم يعد مرتبطا بالمستوى الأكاديمي فقط، وإنما أصبح أكثر طلبا لأصحاب المهارات اللينة، مثل القدرة على التواصل، حل المشكلات، اتخاذ القرار، تحمل الضغوطات النفسية التي تفرضها طبيعة العمل.. إلخ
وحتى تكون متميزا بين أقرانك عليك أن تكون متفردا وذو جودة شخصية عالية، فهذه الأخيرة هي التي تجعلك تجد لك مكانا في عالم الوظائف والأعمال خاصة ونحن أمام عالم وسوق متغيرين كل يوم.
وعندما نقول الجودة الشخصية للباحث عن الوظيفة لا نقصد به مستوى أكاديمي عالي، وإنما التوفر على مجموعة من المهارات الشخصية والمهنية التي تجعل لك الأسبقية في الوظيفة أو السوق. ولعل أهم سمة يمكنها أن تميز الأشخاص ذوي الجودة الشخصية العالية هي التقدير العالي للذات والذي هو حتما دون الغرور وإنما هو شعور الفرد باستحقاقه بناء على القدرات والمهارات التي يتوفر عليها والمتلائمة مع عالم الوظائف والأعمال. التقدير الذاتي العالي عند الفرد يجعله يسعى باستمرار إلى تطوير ذاته وأدائه وبالتالي يرفع من مستوى أداء المؤسسة التي يعمل لديها.
في عالم الأعمال والوظائف اليوم أصبح يبحث عن الأفراد المتميزين والذين يتمتعون بجودة شخصية عالية، لأنهم هم من يستطيعون أن يبدعوا لتطوير المؤسسات، لأن جودة المؤسسات من جودة الأفراد.
لذا التحدي اليوم وفي المستقبل أمام الباحثين عن وظيفة أن يتسلحوا بالأدوات التي تساعدهم على تحقيق ذلك، ولعل أول ما يجب عليهم التميز به هو السمات الشخصية الإيجابية التي تساعدهم على تحسين أدائهم والرفع من جودة أداء المؤسسات، ومن أهم تلك السمات التقدير المرتفع للذات، تحمل المسؤولية الذاتية، أي أن الفرد لديه إحساس عال بمسؤوليته على أدائه ويتحمل نتائج أخطائه ومهمة تطوير أدائه وتحقيق أهداف المؤسسة، كما يتمتع بالانضباط الذاتي، سواء فيما يتعلق بالوقت ومواعيد إنجاز العمل أو ما يتعلق بالإجراءات، القدرة على المرونة والتكيف مع مختلف الظروف والوضعيات التي تفرضها طبيعة العمل، التوازن الذاتي والقدرة على التحكم في الانفعالات، التواصل الجيد، والتوجه نحو الإنجاز، والقدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات، وغيرها من السمات الشخصية الإيجابية.
إضافة إلى السمات الشخصية الإيجابية، يجب على الباحث عن الوظيفة أن يتمتع بالقدرة على بناء مهارات علاقات إنسانية جيدة، لأنها من الأعمدة الأساسية لصناعة التميز في عالم الوظائف والأعمال، من قبيل التعامل باحترام مع الآخرين مهما كان الموقف، النظر للجانب الحسن في الناس والمواقف، القدرة على حسن الاستماع للآخرين، بناء علاقات رابح ×رابح×رابح، الاعتراف بالخطأ متى كان ذلك ضروريا، القدرة على كتمان الأسرار، مساعدة الآخرين على تطوير ذواتهم، الأمانة والالتزام بالعهود، القدرة على العمل ضمن فريق عمل، وغيرها من السمات والمهارات الذاتية.
والبعد الثالث من أبعاد التميز والجودة الذاتية القدرة على الأداء المتميز في العمل وإتقان الوظيفة والمهام، أي أن الموظف على دراية بمستلزمات أدائه المهني بل ومتميز في أدائه. ومن المهارات والقدرات التي يجب أن يتميز بها الجديرين بالوظائف نجد، القيام بأعمال خالية من الأخطاء، ملم بمهام وظيفته، منظم ويحترم مواعيد إنجاز الأعمال، القدرة على توقع المشكلات والعمل على حلها وتجنب حدوثها العمل ضمن فريق عمل، القدرة على التخطيط واتخاذ القرار، مهارات التفاوض، وغيرها من القدرات والمهارات..
جودة وتميز أداء الأفراد هو الذي يصنع تميز المؤسسات، لأن الأفراد هم الذين يصنعون المنتجات ويقدمون الخدمات. لذا على الأفراد بالإضافة إلى تكوينهم الأكاديمي أو المهني عليهم أن يشتغلوا على تنمية المهارات اللينة لأنها هي التي تصنع الفارق في عالم الوظائف والأعمال. أي أن المهارات الشخصية هي ما يمكن أن تميز أداء الأفراد ومدى جدارتهم بالوظيفة.