طنجة تحت الأضواء: سهرة القصر الأبيض تثير جدلاً في المغرب.

الوطن24/ بقلم: مراد السعداوي
بينما تواجه مدينة طنجة، إحدى أهم مدن المغرب، تحديات اجتماعية واقتصادية كبرى، شهدت قاعة القصر الأبيض سهرة فنية فاخرة أثارت انتقادات واسعة حول أولويات تنظيم الفعاليات بالمدينة. تحت إشراف شركة ويبرود، اجتمعت نخبة من سيدات أعمال المغرب في حفل تميز بالأداء الفني الراقي، لكن التساؤلات حول تأثير هذه الفعالية على المدينة وسكانها لم تغب عن الأذهان.
اختيار القصر الأبيض، المعروف بفخامته، كموقع للحفل يعكس تناقضاً صارخاً. ففي الوقت الذي تعاني فيه طنجة من مشاكل في البنية التحتية واحتياجات اجتماعية ملحة، تُقام فعاليات مبهرة تستعرض الترف دون أن تقدم حلولاً ملموسة للمشاكل التي تواجه المواطن المغربي. هل أصبحت الأولوية للأضواء والحفلات بدل العمل على تحسين واقع المدينة؟
رغم تألق نجوم الطرب المغربي، مثل يوسف وهبي ونجاة الرجوي، إلا أن هذا الحفل لا يسلم من الانتقاد. أين نحن من فعاليات تهدف إلى خلق فرص عمل للشباب أو دعم المشاريع الصغيرة؟ كيف يمكن لمثل هذه الأحداث أن تسهم في التنمية المستدامة التي يحتاجها المغرب بشدة؟
شركة ويبرود، المعروفة باحترافيتها، نجحت بلا شك في تقديم سهرة متقنة، ولكن طنجة والمغرب بأسره بحاجة إلى مبادرات تركز على الجوهر بدلاً من المظاهر. كيف يمكن أن تتحول هذه الطاقة والموارد المخصصة للترفيه إلى مبادرات تُحدث تغييراً حقيقياً؟
على المسؤولين والجهات المنظمة في المغرب أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه سكان طنجة. السهرات الفاخرة قد تبهر البعض، لكنها تترك الأغلبية تتساءل عن غياب العدالة في توزيع الجهود والموارد. طنجة، جوهرة شمال المغرب، تستحق فعاليات تعكس أولوياتها الحقيقية وتخدم جميع شرائح المجتمع، وليس فقط نخبة محدودة.