عز الدين أوناحي: قصة لاعب مغربي بين الطموح والتحديات.

الوطن 24/ بقلم: عبد الهادي العسلة.
في عالم كرة القدم، تتعدد القصص وتجتمع حولها الأقدار. واحدة من هذه القصص هي قصة عز الدين أوناحي، اللاعب المغربي الذي أثار جدلاً كبيرًا في صفوف نادي مارسيليا الفرنسي. في تصريحات مدربه، روبرتو دي زيربي، تم الكشف عن أن أوناحي هو من طلب الرحيل عن النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية. هذا التصريح جاء ليزيد من تسليط الضوء على مسيرة اللاعب وتوجهاته المستقبلية.
أوناحي، الذي انتقل إلى مارسيليا في يناير 2023، لم يكن يتوقع أن يكون مصيره بهذه الطريقة. فبعد أداء متميز مع المنتخب المغربي في كأس العالم 2022، حيث لفت الأنظار بمهاراته الفائقة، كان يتوقع أن يكون له دور أكبر في الفريق. لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا. إذ أوضح دي زيربي أن أوناحي أبدى رغبته في المغادرة منذ البداية، مما أثر على مشاركته في المباريات الودية التي خاضها الفريق. هذا الانسحاب كان بمثابة بداية نهاية مسيرته في مارسيليا، مما جعل العديد من المتابعين يتساءلون عن الأسباب وراء هذا القرار.

التقارير التي تلت التصريحات كشفت أيضًا عن ضغوط من إدارة مارسيليا، والتي قيل إنها حاولت إجبار أوناحي على الرحيل، خاصة بعد إلغاء اللاعب متابعته للمستشار الرياضي المهدي بنعطية على “إنستغرام”. ومن المثير للاهتمام أن بنعطية كان له دور في ترتيب انتقال أوناحي، لكن اللاعب فضل الانتقال إلى أوروبا بدلاً من العروض الخليجية التي كانت مُغرية من الناحية المالية.
في نهاية المطاف، انتقل أوناحي إلى نادي باناثينايكوس اليوناني على سبيل الإعارة لمدة موسم، مقابل 500 ألف يورو، مع خيار الشراء بقيمة 11.5 مليون يورو. هذا الانتقال يمثل تحديًا جديدًا للاعب، حيث أشار إلى طموحه في استعادة مستواه والظهور بمستوى يرضي تطلعات جماهيره.

أوناحي، الذي أظهر قدراته في اللعب في عدة مراكز وسط الملعب، أكد أنه يفضل التحديات الرياضية على المكاسب المالية السريعة، وهو قرار يعكس طموحه وإرادته. في حديثه عن اختياره لباناثينايكوس، وصف النادي بأنه “طموح”، مما يدل على أنه يبحث عن مكان يمكنه من تطوير نفسه وتحقيق أحلامه.
لقد كانت مسيرة أوناحي مليئة بالتحديات، ومن المؤكد أن رحلته مع باناثينايكوس ستكون محط أنظار الكثيرين. اللاعب المغربي الذي انضم إلى مارسيليا وسط آمال كبيرة، يواصل سعيه لإثبات نفسه في عالم كرة القدم. ولعل التجربة الجديدة ستكون فرصة له لتقديم أفضل ما لديه واستعادة بريقه في الملاعب.
بهذه الطريقة، تظل قصة عز الدين أوناحي مثالًا على أن الطريق إلى النجاح لا يخلو من العقبات، ولكن الإرادة والطموح هما ما يجعلان الأفراد يتجاوزون التحديات ويواصلون السعي نحو تحقيق أحلامهم.