عودة غاشي لرئاسة جامعة محمد الخامس: خطوة لإصلاح التعليم العالي في المغرب أم تصفية حسابات؟

في خطوة مفاجئة أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والسياسية بالمغرب، قرر يونس الميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إعادة محمد غاشي إلى رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، بعد إعفائه من طرف الوزير السابق عبد اللطيف الميراوي. هذا القرار يُلقي الضوء مجدداً على حالة التعليم العالي في المغرب، الذي يواجه تحديات متزايدة على مستويات الحوكمة والجودة الأكاديمية.

محمد غاشي، الذي عرف بإدارته للجامعة في فترة شهدت تطورات بارزة في البنية التحتية وتعزيز الشراكات الدولية، تم إعفاؤه سابقاً في سياق أثار الكثير من الجدل، حيث وُجهت له انتقادات تتعلق بالشفافية والفعالية الإدارية. عودته اليوم تثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار يمثل بداية جديدة لإصلاح التعليم العالي في المغرب، أم أنه مجرد انعكاس لتجاذبات سياسية داخل الوزارة.

جامعة محمد الخامس، التي تعتبر واحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية في المغرب، تواجه تحديات كبرى لتحسين تصنيفها العالمي وتعزيز أدائها في البحث العلمي. ومع هذه العودة، تبرز تساؤلات حول مدى قدرتها على الاستفادة من الخبرة السابقة لغاشي، ومدى تأثير هذه الخطوة على صورة وزارة التعليم العالي ومصداقية قراراتها المستقبلية.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: هل تُعد هذه العودة نقطة انطلاق جديدة نحو إصلاح جذري لمنظومة التعليم العالي في المغرب، أم أنها حلقة جديدة في سلسلة صراعات لا تخدم مصالح الجامعة ولا الطلاب؟ الأوساط الأكاديمية والشعب المغربي ينتظرون بفارغ الصبر رؤية نتائج هذا القرار على مستقبل الجامعة وتعليم الأجيال القادمة.