المغـرب/ غياب الرقابة على مساجد سلا: استهتار أم إهمال مؤسسي؟

الوطن24/ متابعة
في الأسابيع الأخيرة، يشتكي المصلون في مسجد الفتح بحي الإضافي بمدينة سلا من انقطاع مكبرات الصوت خلال صلاة الجمعة، وهي ظاهرة استمرت لثلاثة أسابيع دون تدخل ملحوظ من الجهات المعنية. يأتي هذا الإشكال في وقت تُعتبر فيه صلاة الجمعة ركناً محورياً في الحياة الدينية للمسلمين، حيث تتيح الخطبة إيصال رسائل دينية واجتماعية للمجتمع.
القائمون على المساجد يحملون مسؤولية كبيرة تتعلق بضمان جودة أداء العبادة وتوفير الظروف الملائمة للمصلين. في حالة مسجد الفتح، يبدو أن هناك تقصيراً واضحاً من جانب المشرفين على صيانة الأجهزة الصوتية، أو ربما عدم تجاوب سريع مع شكاوى المصلين. يطرح هذا تساؤلات حول مدى الالتزام بالواجبات المؤسسية تجاه المساجد، خاصة في مناطق تشهد كثافة سكانية كبيرة كمدينة سلا.
تتحمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جزءاً كبيراً من المسؤولية في هذا الجانب، فغياب الرقابة الدورية والمتابعة الفعّالة يعكس إما استهتاراً أو إهمالاً، وكلاهما يؤدي إلى تقويض الثقة بين الدولة والمجتمع. من المتوقع أن تكون هناك آليات لرصد هذه المشاكل وحلها في أسرع وقت، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمسألة ذات حساسية دينية واجتماعية كالمساجد.
لا يمكن النظر إلى هذه المشكلة بمعزل عن الواقع الاجتماعي والسياسي في المغرب. الأوضاع المعيشية والضغوط الاجتماعية قد تدفع بعض الجهات إلى التقليل من أهمية المساجد كفضاءات عامة تؤدي دوراً في توجيه وإرشاد المجتمع. يمكن أن تفسر هذه الظاهرة كجزء من توتر أوسع بين حاجات المجتمع والتجاوب المؤسسي البطيء.
إن استمرار انقطاع مكبرات الصوت في مسجد الفتح هو إشارة لخلل إداري يحتاج إلى معالجة عاجلة. يجب على القائمين على المسجد ووزارة الأوقاف أن يأخذوا هذه الحادثة بجدية ويتعاملوا مع الشكاوى بروح المسؤولية.