فرنسا: العربي جاوا… تكريم بوسام جوقة الشرف من درجة فارس تكريماً لشجاعته وتفانيه في الحروب العالمية.

في حفل رسمي مهيب أقيم في المقبرة الوطنية لبولوريس في سان رافاييل، تم تكريم العربي جاوا، أحد قدماء المحاربين المغاربة، بوسام جوقة الشرف من درجة فارس. جاء هذا التوشيح بقرار من رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، تكريمًا لتفانيه وشجاعته خلال الحروب العالمية التي خدم فيها.

ولد العربي جاوا في مدينة خنيفرة المغربية في عام 1926، وانضم إلى الجيش الفرنسي في 4 فبراير 1943، وهو في سن الثامنة عشرة. خلال الحرب العالمية الثانية، شارك جاوا في الحملة الإيطالية وبرز بشجاعة ملحوظة في معركة مونتي كاسينو، حيث نال تقديرًا بوسام اللواء.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واصل جاوا خدمته العسكرية في فوج الرماة المغاربة، حيث شارك في حرب الهند الصينية في فترتين. تعرض لإصابات خطيرة خلال معركة (RC4) في منطقة دونغ-خي، ولكنه استمر في أداء مهامه حتى نهاية خدمته.

شهد حفل التوشيح حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، الذي مثل الملك محمد السادس في هذه المناسبة، بالإضافة إلى رؤساء دول وحكومات أخرى شاركت في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء.

أعرب العربي جاوا عن فخره وسعادته الكبيرة بتلقي هذا الوسام، مشيرًا إلى التضحيات والصعوبات التي واجهها والتي استحق من خلالها هذا التقدير. وأضاف جاوا، الذي يبلغ الآن من العمر 98 عامًا، أنه يعتز بالخدمة التي قدمها ويتمنى أن يظل هذا التوشيح دليلاً على التزامه وشجاعته.

يعد العربي جاوا رمزًا للإيثار والتضحية في تاريخ الحرب العالمية الثانية وحرب الهند الصينية، وقد ظل وفياً لمبادئه العسكرية حتى بعد انتهاء خدمته. تكريمه بوسام جوقة الشرف من درجة فارس هو اعتراف دولي بمساهماته وتفانيه، ويعكس تقدير فرنسا العميق لما قدمه الجنود المغاربة من تضحيات كبيرة خلال تلك الفترات الصعبة.

هذا التقدير ليس فقط تكريمًا لفرد واحد، بل هو أيضاً احتفاء بالروابط التاريخية العميقة بين المغرب وفرنسا وبالتضحيات المشتركة التي قدمها الجنود من جميع البلدان المساهمة في تحرير العالم من الدكتاتورية والظلم.