فضائح في كلية اللغات والفنون بسطات تهز التعليم العالي في المغرب وتثير الجدل داخل البرلمان.

تواصلت الأصداء حول فضائح جديدة طالت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات، بعدما كشف عنها تقرير برلماني سري من طرف النائبة نادية تهامي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وأحد أبرز الأوجه السياسية في البرلمان المغربي. المراسلة التي وجهتها تهامي إلى وزير التعليم العالي الجديد، عز الدين الميداوي، تضمنت تفاصيل مثيرة حول تجاوزات قد تكون لها تأثيرات سلبية على سير العملية التعليمية في هذه المؤسسة الحديثة، التي لم يتجاوز عمرها بضع سنوات.

البرلمانية أفادت في مراسلتها أن الكلية قد اعتمدت أسلوب الانتقاء في قبول الطلبة في الإجازة الأساسية، وهو أسلوب يثير الجدل بالنظر إلى أن الكلية ذات استقطاب مفتوح، وهي ميزة طالما تم الإعلان عنها كأحد الركائز التي تسهل وصول الطلاب إلى التعليم الجامعي في المغرب. وبالرغم من هذه السياسة التي تركز على إتاحة الفرص للجميع، يبدو أن إدارة الكلية قد اختارت تقييد هذا الحق بآلية الانتقاء التي تعكس خللاً في تدبير العملية التعليمية.

وتساءل العديد من المهتمين في المغرب عن الأسباب التي دفعت المسؤولين لاعتماد هذا الأسلوب في وقت تعتبر فيه الكلية جديدة على الساحة الأكاديمية، مما يطرح علامات استفهام حول دوافع مثل هذه القرارات وأثرها على الطلبة الذين لطالما اعتبروا هذا النوع من التعليم مخلصًا لهم من الفجوة بين التعليم الثانوي والجامعي.

هذه الفضيحة لم تقتصر على التأثير على سمعة الكلية فقط، بل أثارت أيضًا موجة من الانتقادات داخل البرلمان المغربي، حيث طالبت نادية تهامي من الوزير المعني بفتح تحقيق في هذه القضية لتحديد المسؤولين عن هذا القرار الذي قد يؤدي إلى تقييد فرص التعليم الجامعي للعديد من الطلبة.

يذكر أن كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات كانت قد استقبلت أول فوج من الطلبة قبل عدة سنوات، حيث حرصت على تبني سياسة الاستقطاب المفتوح التي كانت تهدف إلى توفير فرص تعليمية للجميع دون تمييز. لكن مع ظهور هذه الفضيحة، قد تتأثر سمعة الكلية ومصداقيتها أمام الرأي العام في المغرب.

ويبقى التساؤل قائمًا حول كيفية معالجة هذه القضية من قبل وزارة التعليم العالي في المغرب، ومدى جدية التحقيقات التي سيتم فتحها لمعالجة ما تم الكشف عنه في هذه المراسلة.