فـتيحة العـيادي: من الإعـــلام والسياسة إلى الدبــلــومــاسية

الوطن24/ كادم بوطيب
في خطوة دبلوماسية بارزة، عين الملك محمد السادس فتيحة العيادي، حفيدة القايد العيادي، سفيرة للمغرب لدى الدنمارك. هذا التعيين يُعد تتويجاً لمسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والتحديات في مجالات الإعلام والسياسة، ويُبرز دورها الفاعل في الحياة العامة المغربية.
مسيرة مهنية متميزة
بدأت فتيحة العيادي مسيرتها المهنية في مجال الاتصال والإعلام، حيث شغلت منصب مديرة الاتصال والصحافة بوزارة الاتصال في الفترة من 2003 إلى 2007. في تلك الفترة، ساهمت بشكل كبير في تحسين آليات التواصل بين الحكومة ووسائل الإعلام، وأسهمت في تطوير استراتيجيات إعلامية حديثة تهدف إلى تعزيز صورة المغرب على المستوى الدولي.
بعد ذلك، انتقلت العيادي إلى العمل البرلماني، حيث شغلت منصب نائبة في مجلس النواب بين عامي 2007 و2016. خلال هذه الفترة، لعبت دوراً مهماً في المسائل التشريعية، وكانت من أبرز الشخصيات التي تمثل الشعب المغربي في قبة البرلمان، حيث عملت على متابعة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية.
وفي إطار مسيرتها الإعلامية، تولت فتيحة العيادي منصب مديرة النشر بمجلة “المغرب” في عام 2016، ثم انتقلت إلى منصب رئيسة التحرير في “صورياد دوزيم” بين 2017 و2019، ما منحها فرصة لتعزيز تجربتها في مجال الإعلام والصحافة. لم تقتصر إنجازاتها على هذه المناصب، بل ساهمت في تطوير الإعلام المغربي، وكان لها تأثير واضح على ساحة الصحافة الوطنية.
النشاط الحزبي والسياسي
تعتبر فتيحة العيادي واحدة من الأسماء اللامعة في الساحة السياسية المغربية، إذ كانت من القيادات البارزة في حزب الأصالة والمعاصرة. بداية مسيرتها الحزبية كانت من خلال ترشحها ضمن لائحة الكرامة التي ترأسها فؤاد عالي الهمة في انتخابات 2007. ثم، في 2011، كانت نائبة برلمانية باسم حزب الأصالة والمعاصرة في اللائحة الوطنية.
على الرغم من فترة انقطاعها عن الساحة السياسية لبعض الوقت، إلا أن ظهورها مجدداً في المؤتمر الأخير لحزب الأصالة والمعاصرة، أثبت أنها ما زالت تحظى بمكانة بارزة في الحياة الحزبية المغربية.
التعيين الدبلوماسي: سفيرة للمغرب في الدنمارك
وفي خطوة جديدة نحو تعزيز حضورها في الساحة الدولية، عين الملك محمد السادس فتيحة العيادي سفيرة للمملكة المغربية لدى الدنمارك. يعد هذا التعيين بمثابة تتويج لمكانتها في الساحة السياسية والدبلوماسية، ويعكس الثقة الكبيرة التي حظيت بها من طرف القيادة المغربية.
فتيحة العيادي تمثل اليوم نموذجاً مميزاً للمغاربة الذين يتنقلون بين مختلف القطاعات لتحقيق نجاحات على مستويات عدة. إن هذا التعيين يشير إلى أن المغرب يسعى لتعزيز علاقاته مع الدنمارك وتعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ويمثل أيضاً فرصة لفتيحة العيادي لإبراز مهاراتها الدبلوماسية وقيادتها في محيط دولي جديد.
خلاصة
وفي الختام نستخلص مما سبق أن فتيحة العيادي هي إحدى الشخصيات التي تمثل التنوع والإبداع في المغرب. بين الإعلام، السياسة، والدبلوماسية، أثبتت مكانتها كإحدى الوجوه البارزة التي تسهم في بناء صورة المغرب داخلياً وخارجياً. تعيينها سفيرة لدى الدنمارك يعد إنجازاً كبيراً لها، وتحدياً جديداً ستواصل من خلاله خدمة وطنها والمساهمة في تعزيز مصالحه في الخارج.