في زمن الأزمات… حزب الحمامة يرقص على أوجاع المغاربة!

الوطن24/ أكادير
في وقت تتوالى فيه الأزمات على المغرب من زلازل مدمرة إلى فيضانات قاسية، ومن ظاهرة “الحريك” المؤلمة إلى تزايد معدلات الهجرة السرية، نجد أن بعض الأحزاب السياسية اختارت أن تنأى بنفسها عن هموم المواطن وتوجهاتها الأساسية. ففي خضم هذه الأحداث المأساوية، قام حزب التجمع الوطني للأحرار، المعروف بإسم “الحمامة”، بعقد أشغال الدورة الخامسة للجامعة الصيفية لشبيبته يوم الجمعة 14 سبتمبر 2024 في مدينة أكادير، تحت شعار “شباب ديمقراطي اجتماعي مساهم في تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية”.

بدلاً من التركيز على الأزمات التي تعصف بالبلاد، اختتمت الدورة بأغنية واحتفالات. وكأن الرسالة الضمنية لهذا اللقاء هي: “دعونا نحتفل بينما يعاني الشعب”. في لحظة يعيش فيها المغرب على وقع تداعيات كوارث طبيعية وضغوط اجتماعية واقتصادية، يظهر أن بعض الأحزاب بعيدة كل البعد عن احتياجات المواطنين.
المثل المغربي الشهير “أش خاصك العريان؟ خاصني خاتم أمولاي” يتجسد بوضوح في هذا المشهد. فبدلاً من أن توجه أموال الضرائب لإعادة إعمار المناطق المتضررة، تحسين البنية التحتية، أو حتى خلق فرص عمل للشباب الذي يُدفع للهجرة السرية بسبب غياب الفرص، يتم توجيه هذه الأموال لتمويل أنشطة احتفالية لا تقدم أي حلول للمشاكل الحقيقية التي تواجه الشعب.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن للأحزاب أن تعقد لقاءات وتنظم حفلات في وقت يحتاج فيه الوطن إلى جهود حقيقية لمواجهة الأزمات؟ ألا يُفترض بالسياسيين أن يكونوا في طليعة العمل على إيجاد حلول ملموسة بدلاً من الانغماس في المظاهر الاحتفالية؟

ما يفاقم الوضع هو أن الأزمات الحقيقية التي يعاني منها المغاربة لا تُحل بالغناء والاحتفالات. فالزلازل والفيضانات والهجرة السرية ليست مجرد أرقام، بل مآسي تعيشها عائلات بأكملها. وعندما يصبح الانشغال بالفعاليات الترفيهية وسيلة لصرف الانتباه عن القضايا الجوهرية، فإن ذلك يزيد من شعور الشعب باليأس وفقدان الثقة في المؤسسات السياسية.
الناس لا تحتاج إلى أغاني أو حفلات، بل إلى حلول واقعية ورؤية سياسية تضعهم في مركز الاهتمام. ما يحتاجه المغاربة هو قيادة تلتزم بحل مشاكلهم وتعمل على تحسين ظروف معيشتهم، وليس صرف الانتباه عن معاناتهم من خلال المظاهر الترفيهية التي لا تعكس سوى الاستهتار بالمسؤولية.
