قمة المالية إفريقيا 2024 في المغرب: منصة لتشكيل مستقبل الاقتصاد الإفريقي.

الوطن24/ الدار البيضاء
في حدثٍ بارز نظمته “مجموعة ميديا جيل أفريك” بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، انطلقت يوم الإثنين في مدينة الدار البيضاء بالمغرب “قمة المالية إفريقيا – AFIS 2024” تحت شعار: “عصر جديد: الوقت ل mobiliser القدرة المالية لإفريقيا”. هذا الحدث الذي جمع أكثر من 1000 مشارك من 65 دولة، يعد منصة استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور إفريقيا كمحور رئيسي في الاقتصاد العالمي، من خلال تناول القضايا المالية والتنموية الأكثر إلحاحاً في القارة.

حضور قوي من القادة الماليين
شهدت القمة حضور شخصيات رفيعة المستوى من المغرب وخارجه، أبرزها وزراء المالية، ومحافظو البنوك المركزية، بالإضافة إلى كبار المنظمين الماليين والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. وقد شكل هذا التنوع في الحضور فرصة فريدة لمناقشة التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجه إفريقيا في سياقها العالمي. القمة، التي دامت على مدى يومين، تضمنت جلسات نقاشية، محاضرات، وورش عمل متخصصة في مواضيع مالية واستثمارية حيوية، ما يعكس عمق القضايا التي تم تناولها.
موضوعات النقاش: تعزيز الشمولية المالية والمرونة الاقتصادية
في سياق النقاشات، تم التركيز بشكل خاص على أهمية بناء بيئة مالية أكثر شمولاً ومرونة في إفريقيا. حيث ناقش المشاركون كيف يمكن للقارة أن تستفيد من الأدوات المالية الحديثة لتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية، خاصة في ظل التقلبات العالمية والأزمات المتتالية التي أثرت على العديد من الاقتصادات الإفريقية.
كما تم التطرق إلى ضرورة تعزيز المؤسسات المالية المحلية في الدول الإفريقية وتوفير الدعم اللازم لها للعب دور محوري في عملية التنمية الاقتصادية. المشاركون أكدوا على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لإيجاد حلول مبتكرة تتماشى مع الاحتياجات المحلية، دون الإغفال عن الأبعاد العالمية للاستثمار في القارة.
الاستثمار في البنية التحتية: ركيزة أساسية للنمو المستدام
أحد المواضيع الرئيسية التي تم تناولها في القمة كان ضرورة تطوير البنية التحتية المالية في إفريقيا. حيث تم التأكيد على أهمية تحديث الأنظمة المالية، وتسهيل الوصول إلى رأس المال لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء القارة. كما تم مناقشة الآليات التي يمكن من خلالها تسريع تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى التي تتطلب تمويلاً ضخمًا، مع التأكيد على ضرورة توفير بيئة تنظيمية جاذبة للمستثمرين.

في هذا السياق، شدد وزير الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية المغربي، السيد كريم زيدان، في كلمته على أهمية دعم الشراكات بين الحكومات والشركات الخاصة لتوفير التمويل اللازم للمشروعات التنموية. وأشار إلى أن إفريقيا بحاجة إلى مزيد من التعاون الدولي لتحقيق استدامة اقتصادية، من خلال تعزيز الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، النقل، والزراعة.
إفريقيا كمحور اقتصادي عالمي
من أبرز ما خرجت به القمة هو التأكيد على الدور المتنامي لإفريقيا في الاقتصاد العالمي. في الوقت الذي تواجه فيه القارة تحديات كبيرة، مثل ارتفاع معدلات البطالة والتحديات البيئية، إلا أن هناك إمكانات هائلة للاستثمار والنمو. وقد أوضح المشاركون أن إفريقيا تمتلك موارد طبيعية وبشرية غير مستغلة بشكل كامل، وأنه من الضروري استثمار هذه الموارد لتحقيق التنمية الشاملة.
كما أن القمة سلطت الضوء على ضرورة تبني سياسات مالية تساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والحد من المخاطر المالية، من خلال بناء أنظمة مالية مرنة ومستدامة، يمكنها التعامل مع الصدمات الاقتصادية.

التزام جماعي من أجل المستقبل
القمة لم تقتصر فقط على النقاشات الأكاديمية، بل شهدت أيضًا توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والمؤسسات المالية العالمية. وُجهت دعوات للمستثمرين العالميين للانخراط بشكل أكبر في القارة، مع التأكيد على أن إفريقيا ليست مجرد سوق للاستثمار، بل هي شريك اقتصادي استراتيجي في بناء الاقتصاد العالمي.
كما تم الإعلان عن عدد من المبادرات التي ستساعد في تسريع دمج إفريقيا في النظام المالي العالمي، خاصة في ما يتعلق بتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات التنمية المستدامة التي ستساهم في تحسين مستوى المعيشة لسكان القارة.
ختامًا
تعتبر “قمة المالية إفريقيا – AFIS 2024” في المغرب حدثًا بارزًا في سياق تعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين القارة الإفريقية والعالم. وقد أكدت على أن إفريقيا تمتلك إمكانيات هائلة للنمو والتطور، ولكنها بحاجة إلى استراتيجيات مالية مرنة، استثمارات مستدامة، وتعزيز التكامل بين القطاعات العامة والخاصة. القمة شكلت بداية جديدة لمستقبل مالي أكثر إشراقًا، يساهم في وضع إفريقيا على خريطة الاقتصاد العالمي كقوة محورية.