مراكش: “لوس أنجلوس المغرب” بين السحر والتحديات المستقبلية

الوطن24/ عبد الهادي العسلة
لا شك أن مراكش هي جوهرة المغرب التي تجمع بين عبق التاريخ وروعة الحداثة، حيث استطاعت أن تسحر قلوب الملايين من الزوار عبر العالم. بفضل أجوائها المميزة، شمسها الدافئة، وموقعها الجغرافي الفريد، أصبحت مراكش وجهة لا مثيل لها للسياحة والاستثمار، ما جعل البعض يصفها بـ”لوس أنجلوس المغرب”.
مراكش، المعروفة بـ”المدينة الحمراء”، هي عاصمة السياحة المغربية بامتياز. من ساحة جامع الفنا الصاخبة التي تُعدّ قلب المدينة النابض، إلى حدائق ماجوريل الغنّاء، وأسواقها التقليدية التي تأخذك في رحلة فريدة إلى أعماق التراث المغربي، تظل هذه المدينة وجهة تستحق الإعجاب. لكن ما يميزها أيضاً هو قدرتها على استضافة أحداث عالمية كبرى، مثل المهرجان الدولي للفيلم، الذي جعلها قبلة للمبدعين والمشاهير، تماماً كما تفعل لوس أنجلوس.
رغم كل هذا البريق، يبقى السؤال المحوري: هل يمكن أن تتحول مراكش فعلاً إلى “لوس أنجلوس المغرب” بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ؟
على مستوى البنية التحتية، ورغم التطورات الهائلة، تحتاج المدينة إلى تعزيز استثماراتها في الصناعات الإبداعية والفنية لتواكب مدناً مثل لوس أنجلوس.
أما اقتصادياً، فهناك حاجة ملحّة لتحويل مراكش إلى مركز إقليمي في مجالات الترفيه والتكنولوجيا، لضمان استدامة شهرتها.
بيئياً وثقافياً، يكمن التحدي في الحفاظ على هويتها الأصيلة التي تجعلها متفردة، مع مواكبة تطلعات العصر.
في السياق المغربي، تبقى مراكش واجهة تعكس طموح المملكة في أن تصبح مركزاً ثقافياً وسياحياً عالمياً. لكن هذا الطموح يفرض على الجهات المختصة أسئلة حاسمة:
ما هي الاستراتيجية التي ستتبناها السلطات المغربية لتحويل مراكش إلى مدينة عالمية متكاملة؟
كيف سيتم استغلال الأحداث الكبرى لتعزيز مكانة المدينة؟
هل ستتمكن مراكش من الحفاظ على توازنها بين الأصالة والحداثة؟
مراكش ليست فقط “لوس أنجلوس المغرب”، بل هي مرآة للتنوع المغربي، وطموح مستمر لتصدر المشهد السياحي والثقافي عالمياً. ومع التزام الجهات العليا بتحقيق رؤية شاملة، يمكن لهذه المدينة أن تصبح نموذجاً يحتذى به للتطور المتوازن والمستدام.