مصر: هدم ترب اثارية وعدم احترام الموتى وتشريد مواطنين .

سكان ترب الغفير: لا أحد يذكرنا إلا في الإنتخابات.. والحكومة ماحدش قالكم تعيشوا هنا .

الوطن 24/ إعداد: شيماء عمار/ هانى خاطر

اتخذت  الدولة خلال الأونة الأخيرة عدد من الإجراءات الحاسمة بشأن مخالفة المباني وكذلك توسيع الشوارع والميادين في إطار إقامة المشروعات القومية وعلى رأسها شبكة الطرق التى قامت بها الهئية الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية وتأتي مدافن الغفير بحى منشية ناصر تحديدا شارع أبى سعيد قنصوة الموصول بين شارع الاوتوستراد إلى كوبري الفردوس بصلاح سالم من ضمن تلك المشروعات التى محط أنظار الدولة وذلك لإقامة محور الفردوس.

 وهناك بمقابر ترب الغفير لا يمكث الموتى فقط بل والأحياء أيضا الذين هدمت غرفهم بموجب قرارًا من الدولة لإقامة محور الفردوس هذا بالإضافة إلى توسيع الشارع.

امثلة لبعض المقابر لشخصيات هامة تم هدم السورالمحيط بها أو المدفن نفسة :

–  مدفن المفكر والفيلسوف المصري أحمد لطفي السيد رائد من رواد النهضة والتنوير في مصر و وزير المعارف ثم الداخلية و رئيس مجمع اللغة العربية ومدير الجامعة المصرية.

–  مدفن نازلي هانم حليم ابنه محمد عبد الحليم باشا و حفيدة محمد علي باشا الكبير.

–  مدفن اسرة عبود باشا وهو اقتصادي ورجل اعمال مصري ومؤسس شركه السكر وخط البريد الخديوي وشركه الامنيبوس وأول مدير مصري لشركة قناه السويس ومن مؤسسي بنك مصر.

–  مدفن حسن باشا صبري المحامي الذي تولي عدة مناصب سياسية و دبلوماسية كان اخرها سنه ١٩٤٠ حيث تولي رئاسة الوزراء و الذي توفي داخل مجلس النواب اثناء القاء خطبة العرش امام الملك فاروق.

–  مدفن مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية في عهد الملك فاروق الأول.

–  مدفن ذو طراز فرعوني في غاية الجمال.

–  مدفن عائلة الممثل الشهير فؤاد المهندس .

وكان محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال قام بأعمال إزالة منذ أيام لإنشاء محور الفردوس الذى يريط بين المنطقة الشرقية والغربية.

 وقال نائب اللواء إبراهيم عبد الهادى محافظ القاهرة للمنطقة الغربية بأن محور الفردوس بدايته من ميدان تاكى بحى الوايلى مرورًا بميدان الفردوس ومقابر الغفير بنهاية شارع الطيران موضحًا بأن المشرف على إنشاء المحورهو جهازتعمير بالقاهرة الكبرى ورؤساء الأحياء المتخصصة والسكرتير المساعد لمحافظ القاهرة.

وذكر اللواء محمد عبد الجليل رئيس حى منشية ناصر بإنهم قاموا بتعويض أصحاب المقابر التى تم هدمها بمنطقة الغفير بمقابر أخرى بمدينة 15 مايو وهى مقابر صغيرة لا تتعدى مساحتها الـ 5 أمتار.

وفي هذا الإطار قال (س.ش) أحد سكان ترب الغفير بشارع جمال يوسف منطقة رقم ٩، إن الوضع هناك مؤسف للغاية حيث أن الترابية حيال معرفتهم بعملية الهدم قاموا بجلب أشخاص ذويهم وجالسوا في الشارع، لافتا إلى أن هذه الفاعلة زادت الأمر سواء.

وأردف “أصحاب المدافن ستعوضهم الحكومة بمدافن آخرى في ١٥ مايو لكن ماذا عنا نحن مهامشين علما بأن الأوراق الثبوتية تابعة لسجل مدني المنطقة الجمالية ومنشية ناصر، موضحا أن الحكومة قالت لهم ماحدش قالكم تسكنا هنا.

فيما أكد (ط.ا) أحد المتضررين أنهم يسكنون في مدافن الغفير منذ سنوات طويلة وتتفاوت أعمار القاطنين ومنهم عجائز تخطوا السبعين عاما متسائلا ماذا نفعل وإلى أين نمضي.

وأضاف (ع.م) أحد المتضررين أن الحكومة قالت سوف نوسع الشارع لكن فوجئنا  بعملية الهدم منذ حوالى ٢٤ يوما مشيرًا إلى أن لا أحد على الإطلاق ينظر لسكان المقابر إلا في أيام الإنتخابات.

وتابع غرفنا هدمت بالفعل ونجلس في الشارع وليس لدينا المقدرة للسكن في مكان آخر”، مؤكدا أنهم لا يملكون صرف صحي بل هناك براميل يتم شفطها بواسطة عربات مخصصة لذلك.

بالنسبة للمنظر هناك فهو أقل ما يمكن ان يقال انه  يحزن العديد من المدافن تم هدمها والكثير تم هدم الاسوار التي تحيط بها.

بعض المدافن مفتوحه عيون الدفن وقيل ان رفاه الموتى كان يتم تجميعها (بعضها من الأهالي) في اكياس لانهم لم يعطوا الوقت الكافي لجمعهم.

الاهالي التي تسكن في المقابر تم هدم اماكن سكنهم و قطع الكهرباء والماء عنهم ومع ذلك هم باقون (بعضهم مريض بالسكر ولا يوجد كهرباء لثلاجات الانسولين ).

هذا ليس دفاع عن تواجدهم بالمقابر ولكن آمل أن يتم امدادهم بسكن بديل لائق .

الكثير من المقابر الاهلية (وهي غير مسجلة كأثر رغم مرور اكثر من ١٠٠ عام عليهم) تم هدمهم او علي الاقل هدم السور المحيط بهم وذلك رغم الاهمية التاريخية (وفي بعضهم الطرازالمميز للمدفن و تركيبات و شواهد القبور) لهم ولمن دفن بهم.

كما عبّر رواد مواقع التواصل عن استيائهم من هدم “أقدم الجبانات في العالم” وتغيير الملامح التاريخية عبر إزالة بعض من مباني وأسوار مقابرها في حين اعتبر آخرون أن الجبّانات حديثة البناء و”ليست أثرية وأن هدمها ضروري” من أجل إنشاء محور مروري.

ورداً على حملة الاعتراض عبر مواقع التواصل الإجتماعي أطلق رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار أسامة طلعت يباناً نفى فيه الأخبار المتداولة بشأن أعمال هدم في منطقة ‘جبانة المماليك’.

وقال طلعت إن “هذا الكلام عار تمامًا عن الصحة وإن محور الفردوس (المروري) بعيد عن الآثار الإسلامية المسجلة بقرافة المماليك” مؤكدًا أنه “لم يتم هدم أي أثر وأن المقابر الموجودة بالصور المنشورة هي مبان غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وأنها مقابر حديثة وخاصة بأفراد”.

وعلى الرغم من النفي وجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى الوزيري بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرض جزء منها في بعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

ورفض فريق من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوه بتبرير الحكومة لهدم المقابر بأنها “غير مسجلة”.

إذ عدّد المهندس المعماري “عمر أبو طويلة” مجموعة من الأسباب التي تجعل هدم مبان غير مسجلة مر عليها أكثر من مئة عام “كارثة بحق الإنسانية”، كما يقول ومنها الإشارة إلى “أهمية الحفاظ على النسيج العمراني المميز في منطقة القاهرة التاريخية” وضرورة عدم ارتباط أهمية المباني بعمرها الزمني في كل الأوقات.

وتصف الدكتورة في جامعة القاهرة سهير زكي حواس على صفحتها بيان وزارة الآثار بأنه “غير مقنع ومتناقض”.

وتقول: “هناك قانون حماية الآثار وهو لا ينطبق على جميع المقابر لذلك تصرح وزارة الآثار بأن الآثار بخير ولم تتعرض للهدم بسبب محور الفردوس ولكن هذا تفسير غير مقنع لأنها صرحت بأنه سيتم تشكيل لجنة لتحديد بعض القطع لعرضها كتراث مصري في المتاحف. كلام غير واضح ويتناقض مع التصريح الأول”

بالنسبه لقبر الشهيد محمد عبد الحكم الجراحي، لم يمس و حتي اسوارالحوش لم تمس و ايضا الشارع نفسه لم يمس، اعتقد انهم تركوا الشارع وذهبوا للشارع اللي قبله (يمكن بسبب ما كتب عنه ولذا الاعتذار واجب لما ذكرته انهم هدموا سور القبر ولكن هذا ما قد وصلني من صديق).

بالنسبة لآثار صحراء المماليك (ما هو مسجل كاثر ويحمل رقم) لم يتم المس به واعتقد انه لن يمس كقبة أبو سعيد قنصوه و مسجدي اينال وقرقماس وحتي الآن لم يقتربوا من مدفن الأميرة شيوه كار مع أنه غير مسجل كاثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *