موقف إنساني نبيل: الملك محمد السادس يجمع شمل عائلة الأمير مولاي هشام في المغرب وسط أزمة لبنان

في خطوة إنسانية تعكس نبل وتسامح العاهل المغربي الملك محمد السادس، عبر الأمير مولاي هشام عن امتنانه الكبير وشكره العميق للملك بعد أن أصدر قراراً بجمع شمل عائلته وإعادتهم إلى الرباط في ظل الظروف الخطيرة التي تعيشها لبنان جراء الحرب. فلبنان اليوم يعاني من دمار هائل واشتباكات مستمرة تؤدي يومياً إلى سقوط العديد من القتلى والمصابين، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف من المواطنين.

الأمير مولاي هشام، المعروف بلقبه “الأمير الأحمر”، لم يتمالك نفسه أمام هذا القرار الإنساني، حيث توجه برسالة مؤثرة عبر منصاته الاجتماعية، أكد فيها مدى تأثره بما يحدث في لبنان، بلده الثاني، قائلاً: “عيناي تدمع وقلبي يعتصر ألماً وروحي تتألم لفقدان الأرواح والدمار الذي يحلّ بلبناننا الحبيب. حتى الآن، يوجد مليون نازح. وما يخفف عنا وسط هذه المأساة هو استقبالنا لعائلتنا اللبنانية بين أهلنا في الرباط”. كما أعرب عن امتنانه العميق للملك محمد السادس الذي جعل لم شمل العائلة ممكناً في هذا التوقيت العصيب.

موقف الملك محمد السادس ليس جديداً عليه، فقد أظهر مراراً قيمه النبيلة التي تجمع بين القيادة الحازمة والإنسانية الرحيمة. هذه الخطوة أيضاً تسلط الضوء على العلاقات العائلية القوية داخل الأسرة الملكية، والتي تجلت في احتضان العائلة الملكية للأمير مولاي إسماعيل، شقيق الأمير مولاي هشام، وجعله أحد المقربين من الملك، يرافقه في العديد من المناسبات الوطنية والدولية.

تعود جذور هذه العلاقة العائلية إلى والدتهما اللبنانية الأصل، التي تزوجت من الراحل الأمير مولاي عبد الله، شقيق الملك الحسن الثاني. ومن هنا، يتضح أن الاهتمام بالعائلة يتجاوز حدود الدم الملكي ليشمل أيضاً أفراد العائلة الذين يمتلكون ارتباطاً وجدانياً وثيقاً مع لبنان.

هذا القرار الملكي قوبل بإشادة واسعة من طرف الشعب المغربي، الذي تفاعل بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبراً عن تقديره لهذه المبادرة الإنسانية. وقد نقلت الجرائد المغربية هذا الخبر بشكل واسع، معتبرة إياه خطوة تعكس الجانب الإنساني الراقي للملك. وقد كانت كلمات الأمير مولاي هشام المؤثرة شاهداً على مدى التأثر الذي شعر به، حيث عبّر بصدق عن مشاعره تجاه ما يجري في لبنان وتجاه هذا الموقف النبيل من الملك.

هذا الموقف، الذي يجمع بين التضامن الإنساني والعائلي، يسجل نقطة إيجابية إضافية في سجل الملك محمد السادس، ويؤكد مرة أخرى أن الملك ليس فقط قائداً للمغرب، بل أيضاً رمز للتسامح والأخلاق الرفيعة التي تنبع من تقاليد العائلة الملكية المغربية الشريفة.