نساء شرق دارفور بين معاناة الحرب وصمود الأمل: تقرير يدعو لتحرك دولي عاجل

الوطن24/ خاص 

في ظل استمرار الحرب التي تمزق السودان، تواجه نساء شرق دارفور أوضاعاً إنسانية مأساوية تهدد كل جوانب حياتهن اليومية. تقرير جديد لمنظمة “كيان لتمكين المرأة” كشف عن معاناة تتفاقم مع مرور الوقت، حيث تقف النساء في مواجهة تحديات قاسية وسط شح الموارد وتصاعد المخاطر الأمنية.

الأسواق والشوارع التي كانت تنبض بالحياة باتت اليوم مسرحاً لمعركة يومية تخوضها النساء لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة. الأمهات يكافحن لإطعام أطفالهن في ظل تراجع المساعدات الإنسانية وفقدان مصادر الدخل التقليدية، ما جعل الحياة أكثر قسوة وأقل أماناً.

انهيار الخدمات الصحية يزيد المعاناة
التقرير أشار إلى أن النساء الحوامل والأمهات هن الأكثر تضرراً مع انهيار شبه كامل للخدمات الصحية. المراكز الطبية القليلة المتبقية تعمل تحت ضغوط هائلة، فيما تعاني العائلات النازحة من اكتظاظ مراكز الإيواء، مما يعمّق الأزمة الإنسانية.

وقالت مريم الحندوق، المديرة التنفيذية لمنظمة “كيان”: “نحن أمام أزمة إنسانية حقيقية تهدد النساء والفتيات بشكل خاص. هناك حاجة ملحة لتضافر الجهود الدولية والمحلية لحمايتهن ودعم صمودهن في مواجهة هذه التحديات”.

مطالب عاجلة لإنقاذ النساء في مناطق النزاع
أوصت المنظمة بجملة من الإجراءات العاجلة لدعم نساء شرق دارفور، منها:

  1. توفير الحماية الفورية للنساء والفتيات.
  2. تأمين ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات.
  3. تعزيز الخدمات الصحية الطارئة، خاصة للحوامل والأمهات.
  4. تقديم دعم نفسي واجتماعي للمتضررات.
  5. إطلاق برامج تمكين اقتصادي مستدامة لدعم النازحات.

دعوة لتحويل الشعارات إلى أفعال
اختتم التقرير بدعوة صريحة للمجتمع الدولي إلى ترجمة شعارات مناهضة العنف ضد المرأة إلى أفعال ملموسة. ودعت منظمة “كيان” إلى اعتبار دعم النساء في شرق دارفور أولوية إنسانية وأخلاقية، مؤكدة أن كل امرأة تقاوم المحنة تمثل رمزاً للصمود والأمل في وجه الكارثة.

وفي وقت تتصاعد فيه دعوات السلام والحماية، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استجابة فورية وفعالة تضمن سلامة وكرامة النساء اللواتي يعشن في قلب الأزمة.