هل يتكرر غياب أبركان عن محاكمته في المغرب بدعوى المرض؟

تتجه الأنظار في المغرب إلى محكمة الاستئناف بفاس يوم الأربعاء المقبل، حيث ستُعقد الجلسة السابعة لمحاكمة محمد أبركان، رئيس جماعة إعزانن بإقليم الناظور، المتهم في قضايا فساد شغلت الرأي العام. ومع اقتراب موعد الجلسة، يبرز التساؤل حول إمكانية حضوره أو تكرار غيابه المعتاد بدعوى المرض، وهو مبرر أثار الكثير من الجدل في المغرب.

ويواجه أبركان، الذي حُكم عليه ابتدائيًا بالسجن خمس سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها 100 ألف درهم، اتهامات بالتزوير في محررات رسمية وتسليم شواهد إدارية بشكل غير قانوني. غير أن حضوره جلسات المحاكمة أصبح موضع شك، بعدما تغيب عن جلسات عديدة مقدّمًا شهادات طبية، رغم ظهوره في مناسبات محلية بصورة طبيعية.

في إحدى الحالات المثيرة للجدل، غاب أبركان عن جلسة المحاكمة بتاريخ 25 دجنبر الماضي بدعوى المرض، لكنه ظهر في اجتماع محلي بالناظور لمناقشة قضايا التنمية بالإقليم، ما أثار غضب المتابعين وأعاد النقاش في المغرب حول استغلال الشهادات الطبية كذريعة للتهرب من القضاء.

تتزامن هذه التطورات مع مطالب شعبية بضرورة تطبيق القانون بحزم على أبركان وأي متهم آخر، لاسيما أن غياباته المتكررة تعكس، في نظر كثيرين، استهتارًا بالعدالة وتهديدًا لمصداقيتها. كما باتت القضية رمزًا في المغرب للصراع بين المحاسبة الحقيقية ومحاولات استغلال النفوذ للالتفاف على القوانين.

الجلسة المقبلة تمثل اختبارًا جديدًا للقضاء المغربي، وسط ضغوط لتحديد موقف صارم تجاه تكرار غيابات أبركان، خاصة أن القضية أثارت قلقًا واسعًا بشأن نزاهة المحاكمات. ويتساءل المتابعون إن كانت هذه الجلسة ستشهد حضور المتهم، أم أنه سيواصل تقديم شهادات طبية مثيرة للشكوك؟

القضية، التي أصبحت حديث الأوساط السياسية والقانونية في المغرب، تسلط الضوء على أهمية تعزيز الشفافية ومكافحة استغلال الثغرات القانونية لضمان تحقيق العدالة.