هل يعكس تعيين لطيفة أحرار في وكالة التعليم العالي بالمغرب أزمة كفاءات أم تنوعاً مطلوباً؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، تم تعيين الفنانة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار عضواً بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقويم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي. هذا القرار أثار تساؤلات عميقة حول معايير التعيين في المؤسسات الوطنية، خاصة في قطاع حساس مثل التعليم العالي، الذي يُعدّ حجر الزاوية في بناء مستقبل المغرب.

هل يمكن للفن والثقافة أن يسهما في إصلاح التعليم في المغرب؟
لطيفة أحرار، التي اشتهرت بمواقفها الجريئة ومسيرتها الفنية، تدخل الآن ميداناً يختلف تماماً عن مجال اختصاصها. فهل يمكن أن يكون للفن والثقافة دور فعلي في إصلاح منظومة التعليم بالمغرب؟ أم أن هذا التعيين يعكس فقط محاولة لإظهار التنوع دون النظر إلى الكفاءة الأكاديمية؟

أين الكفاءات المغربية المتخصصة؟
وسط هذه الخطوة، يبرز تساؤل محوري: هل أصبحت المؤسسات الوطنية في المغرب عاجزة عن استقطاب كفاءات أكاديمية متخصصة في التعليم العالي؟ وإذا كان الهدف هو دمج شخصيات متنوعة، فهل تم تقييم مدى قدرة أحرار على المساهمة في النقاش العلمي والتقني داخل مجلس إدارة الوكالة؟

أزمة رؤية أم أزمة تسيير في المغرب؟
هذا القرار يعكس أزمات أعمق يعاني منها المغرب في مجال تسيير قطاع التعليم:

كيف يمكن لقطاع يعاني من ضعف جودة المناهج وتراجع البحث العلمي أن يعتمد على شخصيات خارج السياق الأكاديمي؟

هل يمثل تعيين لطيفة أحرار خطوة نحو تنويع الرؤى أم أنه مجرد انعكاس لحالة التخبط التي يشهدها القطاع؟

هل يمكن لمثل هذه التعيينات أن تُحدث تغييراً إيجابياً في منظومة التعليم العالي، أم أنها مجرد قرارات رمزية دون تأثير فعلي؟

إصلاح التعليم في المغرب بين الشعارات والواقع
في بلد يواجه تحديات هيكلية في التعليم العالي، مثل ضعف التمويل وقلة الفرص البحثية، تبدو الحاجة ملحّة إلى قرارات تعتمد على الكفاءة والتخصص. إن إصلاح منظومة التعليم في المغرب يتطلب رؤية واضحة وإجراءات فعالة تتجاوز التعيينات المثيرة للجدل إلى سياسات تُرسخ مكانة المغرب في خريطة التميز الأكاديمي والبحث العلمي.

يبقى السؤال المطروح: هل يعكس هذا التعيين تحولاً إيجابياً نحو رؤية شاملة للإصلاح، أم أنه مجرد عنوان آخر يثير الجدل دون أن يحقق أي تغيير حقيقي؟ المغرب بحاجة إلى إجابات واضحة وسريعة.