هل يعود العدالة والتنمية إلى الحكم في المغرب، أم أن الموانع تسد طريقه؟

الوطن24/ خاص
رغم خروجه من الحكومة بعد انتخابات 2021، لا يزال حزب العدالة والتنمية يثير الجدل حول مستقبله السياسي في المغرب، وسط تحديات تهدد بقاءه كفاعل قوي في المشهد الوطني. فهل ستكون عودته إلى الحكومة ممكنة، أم أن الحزب بات محاصرًا بإرثه الثقيل وانقساماته الداخلية، مما يجعله عاجزًا عن استعادة ثقة المغاربة؟
بنكيران والحزب.. قيادة أم عبء؟
لطالما ارتبط حزب العدالة والتنمية في المغرب بشخصية عبد الإله بنكيران، الزعيم الذي شكّل رمزية قوية للحزب. لكن مع تراجع نفوذ الحزب سياسيًا، يطرح السؤال: هل يراجع بنكيران نفسه ويفسح المجال أمام تحول حقيقي، أم أن حضوره القوي يظل عائقًا أمام تجديد الحزب وضخ دماء جديدة في قيادته؟
صراع داخلي يهدد بقاء الحزب في المشهد السياسي المغربي
العدالة والتنمية يعاني من انقسامات عميقة داخل صفوفه، بين قياداته التقليدية وقواعده الشبابية، وبين التيارات المختلفة التي تتباين رؤاها حول مستقبل الحزب. المصالحة الداخلية تبدو ضرورة ملحة، سواء أفقيًا بين الأعضاء، أو عموديًا بين القيادة والقاعدة. فهل يستطيع الحزب تجاوز هذه التصدعات قبل أن تقضي عليه نهائيًا في المشهد السياسي المغربي؟
مؤتمر وطني قد يحدد مصير الحزب في المغرب
مع اقتراب المؤتمر الوطني، يواجه الحزب تحديًا حاسمًا: هل سيتمكن من تجديد قياداته وتغيير نواته الصلبة بأسماء قادرة على مواكبة المتغيرات السياسية والاقتصادية في المغرب، أم أنه سيظل أسير الأسماء القديمة التي تحكمت في مصيره لسنوات؟
وصاية القياديين الأبديين.. هل ينهي العدالة والتنمية البيروقراطية؟
لا يزال الحزب محكومًا بمجموعة من القياديين الذين يمسكون بخيوط القرار منذ عقود. إنهاء هذه الوصاية وإفساح المجال لقيادات جديدة قد يكون المفتاح الأساسي لإعادة إحياء الحزب، لكن هل تمتلك القواعد الجرأة لاتخاذ هذه الخطوة في المشهد المغربي؟
العلاقة بين الحركة والحزب.. هل يظل العدالة والتنمية تحت تأثير التوحيد والإصلاح؟
ظل الارتباط بين حزب العدالة والتنمية المغربي وحركة التوحيد والإصلاح نقطة توتر مستمرة، إذ يُتهم الحزب بأنه خاضع لتوجيهات الحركة الدعوية، ما يضعف استقلالية قراراته السياسية. فهل حان الوقت لفك هذا الارتباط لضمان استقلالية الحزب، أم أن هذا التداخل سيظل يعرقل تحركاته السياسية في المغرب؟
تقييم التجربة الحكومية في المغرب: اعتراف بالأخطاء أم هروب إلى الأمام؟
إحدى أكبر التحديات التي تواجه العدالة والتنمية هي تقييم تجربته في الحكم داخل المغرب. فهل يمتلك الحزب الشجاعة لمراجعة سياساته السابقة، والاعتراف بأخطائه التي أفقدته ثقة الناخبين المغاربة، أم أنه سيواصل تبرير فشله وإلقاء اللوم على أطراف أخرى؟
التحولات المجتمعية في المغرب.. هل يستوعبها الحزب؟
يشهد المغرب تحولات مجتمعية واقتصادية وسياسية عميقة، ما يفرض على الحزب استيعاب هذه المتغيرات والتكيف معها. فهل يستطيع الحزب تقديم خطاب جديد يواكب العصر ويلامس هموم المغاربة، أم أنه سيظل غارقًا في خطاب تقليدي لم يعد يجذب الشارع المغربي؟
العودة إلى الحكومة في المغرب: فريضة سياسية أم مأزق جديد؟
في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع العدالة والتنمية العودة إلى الحكومة المغربية بوجه جديد قادر على معالجة الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية، أم أن عودته ستكون مأزقًا يعرقل تقدم البلاد؟ في نهاية المطاف، وحدها الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان الحزب قادرًا على إعادة التموقع داخل المشهد السياسي في المغرب، أم أنه في طريقه إلى التلاشي.
تجربة العدالة والتنمية.. مقارنة بين نجاح الماضي وأزمات الحاضر
مهما كان التباين في وجهات النظر حول الحكم على تجربة العدالة والتنمية، فإن الواقع يؤكد أن الحزب سنحت له ظروف عديدة لتولي مقاليد التدبير الحكومي وتسيير الشأن المحلي والإقليمي والجهوي. وبالمقارنة مع الوضع الحالي، فإن تجربته تبدو ناجحة بالنظر إلى الأزمات الهيكلية والمركبة التي تواجهها الحكومة الحالية. الفرق شاسع بين تجربة وُلدت من رحم الشعب رغم الأعطاب التي واكبتها، وتجربة تدحرجت عبر عمليات “قيصرية” بعيدة عن طموح المغاربة وغارقة في الذاتية والمصلحية. المغرب اليوم بحاجة إلى مقاربة سياسية جديدة، سواء مع العدالة والتنمية أو مع كيانات سياسية أخرى متشبعة بالروح الوطنية، تهدف إلى بناء مغرب العدالة والديمقراطية الحقيقية، بعيدًا عن اصطناع الأغلبيات وتزييف الإرادات الشعبية.