هل يُعتبر تصريح وزير العدل المغربي “هداك شغلو” مسًا بالهيبة الملكية؟

في تطور مفاجئ يُحير الأوساط السياسية والإعلامية المغربية، أثار تصريح وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي الذي قال فيه هداك شغلو ” في إشارة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، موجة من الجدل والدهشة بين المتابعين. هذه العبارة، التي قد تكون في ظاهرها غير مُهينة، أحدثت تساؤلات حادة حول مدى احترام المسؤولين للملكية المغربية وتقديرها في التصريحات الرسمية.

لكن السؤال الأهم الذي يطرحه العديد من المغاربة اليوم: هل يُعتبر هذا التصريح مسًا بالفصل 46 من الدستور المغربي الذي ينص على أن “شخص الملك لا تنتهك حرمته”؟ وهل فعلاً يمكن اعتبار هذه الكلمات تجاوزًا لحدود الاحترام الواجب تجاه أعلى سلطة في البلاد؟

الفصل 46 من الدستور المغربي يُعتبر من بين أهم الفصول التي تحدد العلاقة بين الشعب والمؤسسة الملكية، حيث يشدد على أن “شخص الملك لا تنتهك حرمته” وأن “لملك واجب التوقير والاحترام”. إذا كان الدستور المغربي يولي اهتمامًا بالغًا بحماية الملكية من أي تعبير قد يُعتبر مسًا بهيبتها، فإن تصريحًا مثلهداك شغلو ” قد يبدو للعديد من المتابعين غير لائق، بل قد يُعتبر من قبيل التقليل من شأن الملكية.

قد يعتقد البعض أن هذه الكلمات كانت مجرد زلة لسان أو تعبير عفوي، لكن الأثر الذي خلفه التصريح في الأوساط السياسية والإعلامية كان كبيرًا. التصريح لا يعكس فقط عدم الانتباه للتقاليد الدستورية، بل يُثير تساؤلات حول مدى وعي المسؤولين بضرورة احترام المؤسسات السيادية في المغرب.

الحديث عن الملك محمد السادس ليس مجرد نقاش سياسي، بل هو جزء من هوية المغرب واستقراره. فالملكية ليست فقط مؤسسة دستورية، بل هي رمز للوحدة الوطنية والتوازن الاجتماعي. ومن هنا، فإن أي تصريح يُفهم على أنه مسّ بمكانة الملك، حتى لو كان في إطار غير رسمي، يُعتبر خرقًا للقيم الأساسية التي يقوم عليها النظام السياسي المغربي.

هل كان الوزير عبد اللطيف وهبي مدركًا تمامًا لحجم تأثير تصريحاته؟ الجواب يبقى في الغموض، ولكن الأمر المؤكد هو أن التصريحات الرسمية، التي يدلي بها الوزراء والمسؤولون، يجب أن تخضع لدرجة عالية من الحذر. حرية التعبير لا تعني بأي حال من الأحوال تخطي حدود الاحترام الواجب لشخص الملك، الذي يشكل الحجر الأساس في بناء الدولة المغربية الحديثة.

المثير في هذا التصريح هو كيف أثار موجة من الانتقادات، حيث رأت بعض الأوساط أنه كان من المفترض على وزير العدل أن يتحلى بالمزيد من الحذر في اختيار كلماته، خاصة أن الكلمة تعكس نوعًا من التقليل من احترام الملكية. لكن آخرين اعتبروا أن القضية قد تكون مجرد زلة لسان تتطلب تفسيرًا رسميًا لتوضيح المعنى.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية، تتباين الآراء حول تصريحات وزير العدل. فبعضهم يرى أن هذه الكلمات يمكن أن تُفسر بشكل خاطئ وتستدعي تفسيرًا رسميًا من الوزير نفسه لتوضيح ما إذا كانت تعني ما يُعتقد أنها تعنيه. بينما يرى آخرون أن المسألة لا تتعلق فقط بكلمة قالها الوزير، بل هي رسالة قد يكون لها أبعاد سياسية أعمق.

وفي الوقت نفسه، يطالب العديد من المغاربة بمزيد من الشفافية في التصريحات الرسمية، مؤكدين على ضرورة حماية المؤسسة الملكية والحفاظ على هيبتها، وأن على المسؤولين أن يتسموا بأعلى درجات الاحترام في كل تعبيراتهم.

التصريح الذي أدلى به وزير العدل عبد اللطيف وهبي قد لا يكون مجرد زلة لسان، بل قد يكون درسًا في كيفية التعامل مع رموز الدولة. وفي هذا السياق، لا يمكن التغاضي عن أهمية التصريحات الرسمية في تشكيل صورة الحكومة، بل قد تكون هذه الحادثة نقطة تحول في كيفية التعامل مع الملكية المغربية واحترامها في كافة السياقات.

هل سيُكتفى بتوضيح من الوزير؟ أم أن هناك ما هو أكثر من مجرد تفسير لزلة لسان؟ على أي حال، فإن هذا التصريح يسلط الضوء على إشكالية كبيرة: كيف يمكن للمسؤولين المغاربة الحفاظ على التوازن بين حرية التعبير واحترام رموز الدولة؟

حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والسلامة وطول العمر، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.