وزان، الأم الحنون التي تحتضن أبناءها في الداخل والخارج

الوطن 24/ بقلم: ياسين الشاهدي.
وزان، تلك المدينة العريقة التي تفوح بعبق التاريخ والأصالة، ليست مجرد مكان، بل هي روح تعيش في قلوب أبنائها، سواء كانوا في ربوع الوطن أو في دول المهجر. تشبه وزان أمًّا حنونة تعتز بكل فرد من أبنائها وبناتها، الذين يبادلونها الوفاء والتقدير مهما تباعدت بهم المسافات أو اختلفت الظروف. إنها مدينة ذات جذور ضاربة في التاريخ، قادرة على خلق نوع من الحنين والحب العميق في نفوس أبنائها، الذين يتغنون بذكرياتها ويستمدون منها القوة والإلهام.
لكن هذا الحب الكبير لوطن الأم، وزان، يجب أن يكون مشتركاً ومتبادلاً بين جميع أبنائها؛ فلا يكفي أن يحبوها فرادى، بل عليهم أن يتحدوا في حبهم لها ويترجموا هذا الحب إلى أفعال ومبادرات تخدم مصلحتها. وزان، بماضيها المشرق وحاضرها المتألق، تتطلع إلى مستقبل مشترك تساهم فيه الأجيال الصاعدة جنباً إلى جنب مع الأجيال السابقة، بهدف أن تظل دائماً حية ومزدهرة.
يتطلب تحقيق هذا الهدف أن يتحلى أبناؤها بروح المسؤولية والتضامن، سواء من خلال المشاريع المحلية أو من خلال المبادرات التي تعكس هويتهم الأصيلة في دول الاغتراب. هذا الحب والتآخي بين أبناء وزان هو الذي يضمن لها العمر المديد والاستمرارية، كما أن التفاف أبنائها حولها سيسهم في حمايتها وتطويرها، ويتيح لها أن تكون نموذجاً مشرفاً لجميع المدن المغربية.
ويبقى الأمل أن تظل وزان على الدوام، تلك الأم التي تجمع كل أبنائها تحت جناحيها، ليستمروا في بناء مستقبل مشرق، مزهر، ومستدام، يجعل منها رمزاً للوفاء والوحدة.