400 بطاقة إعلامية لتغطية المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة: هل من توافق بين الكم والكيف؟

الوطن24/ طنجة

في مشهد قد يثير الاستغراب أكثر من الإعجاب، تم اعتماد حوالي 400 بطاقة إعلامية لتغطية فعاليات المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، بحضور أطر وزارة الداخلية والجماعات الترابية. هذا العدد الكبير يطرح تساؤلات جوهرية حول الهدف من هذه التغطية، وما إذا كانت بالفعل ترمي إلى تحقيق مواكبة إعلامية جادة أم أنها مجرد استعراض رقمي دون عمق في الأداء.

المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة ليست حدثاً عادياً، بل هي محطة مهمة لتقييم تجربة المغرب في هذا المجال الحيوي، وتسليط الضوء على تحديات التنمية المجالية وتحقيق العدالة بين الجهات. ومع ذلك، فإن وجود هذا العدد الكبير من الصحفيين ووسائل الإعلام لم ينعكس بعد في نقاشات إعلامية مستفيضة أو مقالات تحليلية عميقة.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل هذه البطاقات الممنوحة جاءت لضمان التغطية الإعلامية الواسعة، أم أنها مؤشر على استمرارية توجه يعتمد على الكم دون الكيف؟ من المفترض أن يشكل الإعلام رافعة أساسية لإيصال الحقائق للجمهور، لكن الاعتماد الكبير على الأرقام يثير الشكوك حول مدى فاعلية هذه التغطية وجدواها.

لو كان لدينا إعلام هادف ومسؤول، لرأينا نقاشات جادة حول مدى نجاح هذه التجربة، والأدوار التي يمكن أن يلعبها المواطن والمجتمع المدني لتحقيق أهداف الجهوية المتقدمة. ولكن مع استمرار غياب التغطيات العميقة، يبدو أن الإعلام المغربي لا يزال يحتاج إلى مراجعة دوره كسلطة رابعة حقيقية، قادرة على مراقبة الأداء الحكومي والمساهمة في بناء وعي مجتمعي شامل.

ربما تكون هذه الفعالية دعوة لإعادة التفكير ليس فقط في عدد البطاقات المعتمدة، بل في نوعية الصحافة التي نريدها في المغرب، صحافة تهتم بالمضمون أكثر من الشكل، وبالمسؤولية أكثر من المجاملات.