80 مليار سنتيم لإصلاح ملعب مولاي الحسن: هل هو استثمار أم تبديد للموارد في المغرب؟

الوطن24/ الـرباط
في خضم التطورات التي تشهدها البنية التحتية الرياضية في المغرب، أعلن عن مشروع ضخم لإصلاح ملعب مولاي الحسن بتكلفة تقدر بـ 80 مليار سنتيم. هذا المشروع أثار ردود فعل متباينة في الشارع المغربي، حيث يعتبر البعض أن تحسين الملاعب وتطوير المرافق الرياضية أمر ضروري لاستضافة بطولات كبرى، بينما يرى آخرون أن هذا الرقم يبدو مبالغاً فيه في ظل احتياجات البلاد في قطاعات أخرى كالصحة والتعليم.
إصلاح ملعب مولاي الحسن، الذي يعتبر من الملاعب الحيوية في العاصمة الرباط، سيشمل تحسينات شاملة في البنية التحتية للملعب، بما في ذلك تجديد المدرجات، وتطوير غرف تغيير الملابس، وتزويد الملعب بأحدث التقنيات المتعلقة بالإضاءة والشاشة الرقمية. الهدف من هذه الإصلاحات هو جعل الملعب يتوافق مع المعايير الدولية، ويكون جاهزاً لاستضافة مباريات وطنية ودولية.
من جهة أخرى، يرى المنتقدون أن توجيه هذه الميزانية الضخمة نحو تحسين ملعب واحد قد لا يكون الأولوية القصوى في بلد ما زال يعاني من تحديات كبيرة في مجالات أخرى. فالقطاع الصحي، على سبيل المثال، يحتاج إلى استثمارات ضخمة لتحسين الخدمات وتوسيع نطاق التغطية الصحية. كما أن قطاع التعليم بحاجة إلى تمويلات إضافية لتحديث المدارس والجامعات، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة للأجيال الصاعدة.
الاستثمار في الرياضة، رغم كل الانتقادات، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي طويل الأمد. فالبنى التحتية الرياضية المتطورة تسهم في جذب البطولات والفعاليات الدولية، مما يعزز السياحة ويدفع الاقتصاد الوطني إلى الأمام. إضافة إلى ذلك، تطوير المرافق الرياضية يمكن أن يسهم في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية، ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية واستثمارية جديدة.
في النهاية، يبقى النقاش مفتوحاً حول ما إذا كان هذا الاستثمار الكبير في ملعب مولاي الحسن ضرورياً في هذا التوقيت بالذات، أم أن هناك أولويات أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار.