“تعزيز الوعي والدعم الاجتماعي لمرضى الباركنسون: ضرورة وطنية لتخفيف المعاناة”
الوطن24/الحيداوي عبد الفتاح
مرض الباركنسون هو أحد الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على حياة المرضى وأسرهم. تتفاقم التحديات التي يواجهها المصابون بهذا المرض عندما يقترن مع الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، مما يزيد من حاجتهم إلى الدعم والرعاية الشاملة. من هنا، تأتي أهمية دور الجمعيات المتخصصة، مثل جمعية آمال لباركنسون، التي جعلت من أولوياتها رفع الوعي المجتمعي والمسؤول تجاه هذا المرض والمرضى المتضررين منه.
تأسست جمعية آمال لباركنسون بهدف أساسي وهو تحسين حياة المصابين، من خلال تحسيس المجتمع والمسؤولين بأهمية توفير الرعاية اللازمة وتسهيل الوصول إلى العلاج والدعم المالي. في الوقت الذي يعاني فيه العديد من المرضى من صعوبات مالية تمنعهم من الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة، تظهر الجمعية كصوت هام يطالب بالعدالة الصحية والاجتماعية لهذه الفئة الهشة.
تؤكد جمعية آمال على أهمية تفعيل السياسات الصحية والاجتماعية التي توفر الدعم الكامل لمرضى الباركنسون. فالمسؤولية هنا ليست فقط فردية، بل مجتمعية وحكومية. يجب أن يكون هناك إطار واضح يضمن الحصول على الأدوية المناسبة والتأهيل الطبي والاجتماعي الذي يحتاجه المرضى. كما أنه من الضروري تخصيص موارد إضافية لدعم البرامج التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة لمصابي الباركنسون، خاصة في المناطق الأقل حظًا.
إلى جانب الرعاية الطبية، تلعب التوعية دورًا حاسمًا في مكافحة التمييز الاجتماعي الذي قد يعاني منه المرضى. تحتاج المجتمعات إلى فهم أفضل للمرض وآثاره، مما سيسهم في توفير بيئة داعمة تقلل من الشعور بالعزلة الاجتماعية وتوفر الدعم النفسي الضروري.
في الختام، يعد الدور الذي تلعبه جمعية آمال لباركنسون نموذجًا يحتذى به في مجال الدفاع عن حقوق المرضى. غير أن تحقيق تقدم حقيقي يتطلب تجاوبًا أكبر من الجهات الحكومية، سواء من خلال توفير التمويل أو بتفعيل السياسات الصحية المناسبة. إن تكاتف الجهود من أجل تحسين حياة مرضى الباركنسون لا يُعدّ فقط مسؤولية إنسانية، بل هو جزء لا يتجزأ من بناء مجتمع أكثر عدلاً وتضامنًا.